تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٧١
أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول ان يأتي بآية الا بإذن الله لكل اجل كتاب - 38. يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده الكتاب - 39. وان ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب - 40. أو لم يروا انا نأتى الأرض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب - 41. وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار - 42.
(بيان) تتمة الآيات السابقة وتعقب قولهم لولا انزل عليه آية من ربه.
قوله تعالى: " والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك " إلى آخر الآية.
الظاهر أن المراد بالذين أوتوا الكتاب اليهود والنصارى أو هم والمجوس فان هذا هو المعهود من اطلاقات القرآن والسورة مكية وقد أثبت التاريخ ان اليهود ما كانوا يعاندون النبوة العربية في أوائل البعثة وقبلها ذاك العناد الذي ساقتهم إليه حوادث ما بعد الهجرة وقد دخل جمع منهم في الاسلام أوائل الهجرة وشهدوا على نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكونه مبشرا به في كتبهم كما قال تعالى: " وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم " الأحقاف: 10.
وانه كان من النصارى يومئذ قوم على الحق من غير أن يعاندوا دعوة الاسلام كقوم من نصارى الحبشة على ما نقل من قصة هجرة الحبشة وجمع من غيرهم وقد قال تعالى في
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست