تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٦٩
أقول وفي هذا المعنى روايات كثيرة مروية من طرق الشيعة وأهل السنة والظاهر أن الروايات غير ناظرة إلى تفسير الآية وانما هي ناظرة إلى بطنها دون ظهرها فان حقيقة المعيشة الطوبى هي ولاية الله سبحانه وعلي (ع) صاحبها وأول فاتح لبابها من هذه الأمة والمؤمنون من أهل الولاية اتباعه وأشياعه وداره (ع) في جنة النعيم وهى جنة الولاية ودار النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحدة لا اختلاف بينهما ولا تزاحم فافهم ذلك.
وفي الدر المنثور اخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريح: في قوله وهم يكفرون بالرحمان قال هذا لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا لا نكتب الرحمان وما ندري ما الرحمان؟ وما نكتب الا باسمك اللهم فأنزل الله " وهم يكفرون بالرحمان ".
أقول ورواه أيضا عن ابن جرير وابن أبي حاتم وأبى الشيخ عن قتادة وأنت تعلم أن الآيات على ما يعطيه سياقها مكية وصلح الحديبية من حوادث ما بعد الهجرة على أن سياق الآية وحدها أيضا لا يساعد على نزول جزء من اجزائها في قصة وتقطعه عن الباقي.
وفي الدر المنثور اخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عطية العوفي قال: قالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان (ع) يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيى الموتى لقومه فأنزل الله تعالى: " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " الآية إلى قوله:
" أفلم ييأس الذين آمنوا " قال أفلم يتبين الذين آمنوا قالوا هل تروى هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عن سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أقول وفيما يقرب من هذا المضمون روايات أخرى.
وفى تفسير القمي قال لو كان شئ من القرآن كذلك لكان هذا وفى الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست