والحلو وغيره والرطب واليابس.
هذا هو المعروف في تفسير زوجين اثنين فالمراد بالزوجين الصنف يخالفه صنف آخر سواء كانا صنفين لا ثالث لهما أم لا نظير ما تأتى فيه التثنية للتكرير كقوله تعالى: " ثم ارجع البصر كرتين " الملك: 4 أريد به الرجوع كرة بعد كرة وان بلغ من الكثرة ما بلغ.
وقال في تفسير الجواهر في قوله تعالى: " زوجين اثنين جعل فيها من كل أصناف الثمرات زوجين اثنين ذكر وأنثى في أزهارها عند تكونها فقد أظهر الكشف الحديث ان كل شجر وزرع لا يتولد ثمره وحبه الا من بين اثنين ذكر وأنثى.
فعضو الذكر قد يكون مع عضو الأنثى في شجرة واحدة كأغلب الأشجار وقد يكون عضو الذكر في شجرة والاخر في شجرة أخرى كالنخل وما كان العضوان فيه في شجرة واحدة اما ان يكونا معا في زهرة واحدة واما ان يكون كل منهما في زهرة وحده والثاني كالقرع والأول كشجرة القطن فان عضو التذكير مع عضو التأنيث في زهرة واحدة انتهى.
وما ذكره وان كان من الحقائق العلمية التي لا غبار عليها الا ان ظاهر الآية الكريمة لا يساعد عليه فان ظاهرها ان نفس الثمرات زوجان اثنان لا انها مخلوقة من زوجين اثنين ولو كان المراد ذلك لكان الأنسب به ان يقال وكل الثمرات جعل فيها من زوجين اثنين.
نعم لا باس ان يستفاد ذلك من مثل قوله تعالى: " سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض " يس: 36 وقوله: " وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم " لقمان: 10 وقوله: " ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون " الذاريات - 49.
وذكر بعضهم ان زوجين اثنين الذكر والأنثى والحلو والحامض وسائر الانصاف فيكون الزوجان أربعة افراد الذكر والأنثى وكل منهما مختلف بصفات هي أكثر من واحد كالحلو وغيره والصيفي وخلافه وهو كما ترى.