تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٣١
وهو ارحم الراحمين - 92 (بيان) الآيات تتضمن محاورة يعقوب بنيه بعد رجوعهم ثانيا من مصر واخبارهم إياه خبر اخى يوسف وأمره برجوعهم ثالثا إلى مصر وتحسسهم من يوسف وأخيه إلى أن عرفهم يوسف (ع) نفسه.
قوله تعالى: " قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعا انه هو العليم الحكيم " في المقام حذف كثير يدل عليه قوله ارجعوا إلى أبيكم فقولوا إلى آخر الآيتين والتقدير ولما رجعوا إلى أبيهم وقالوا ما وصاهم به كبيرهم قال أبوهم بل سولت لكم أنفسكم أمرا الخ.
وقوله " قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا حكاية ما أجابهم به يعقوب (ع) ولم يقل (ع) هذا القول تكذيبا لهم فيما أخبروه به وحاشاه ان يكذب خبرا يحتف بقرائن الصدق وتصاحبه شواهد يمكن اختباره بها ولا رماهم بقوله بل سولت لكم أنفسكم أمر إرميا بالمظنة بل ليس الا انه وجد بفراسة الهية ان هذه الواقعة ترتبط وتتفرع على تسويل نفساني منهم اجمالا وكذلك كان الامر فان الواقعة من اذناب واقعة يوسف وكانت واقعته من تسويل نفساني منهم.
ومن هنا يظهر انه (ع) لم ينسب إلى تسويل أنفسهم عدم رجوع اخى يوسف فحسب بل عدم رجوعه وعدم رجوع كبيرهم الذي توقف بمصر ولم يرجع إليه ويشهد لذلك قوله " عسى الله ان يأتيني بهم جميعا " فجمع في ذلك بين يوسف وأخيه وكبير الاخوة فلم يذكر أخا يوسف وحده ولا يوسف وأخاه معا فظاهر السياق ان ترجيه رجوع بنيه الثلاثة مبنى على صبره الجميل قبال ما سولت لهم أنفسهم أمرا.
فالمعنى والله أعلم ان هذه الواقعة مما سولت لكم أنفسكم كما قلت ذلك في
(٢٣١)
مفاتيح البحث: الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست