تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢١٠
فأخبروه وهم عشرة أنهم اخوة وأن لهم أخا آخر بقي عند أبيهم لا يفارقه أبوه ولا يرضى أن يفارقه لسفر أو غيره فأحب العزيز أن يأتوا به إليه فيراه.
قوله تعالى: " فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون " الكيل بمعنى المكيل وهو الطعام، ولا تقربون اي لا تقربوني بدخول أرضي والحضور عندي للامتيار واشتراء الطعام. ومعنى الآية ظاهر، وهو تهديد منه لهم لو خالفوا عن أمره كما تقدم.
قوله تعالى: " قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون " المراودة كما تقدم هي الرجوع في أمر مرة بعد مرة بالالحاح أو الاستخدام، ففي قولهم ليوسف (ع) " سنراود عنه أباه " دليل على أنهم قصوا عليه قصته أن أباهم يضن به ولا يرضى بمفارقته له ويأبى أن يبتعد منه لسفر أو أي غيبة، وفى قولهم: " أباه " ولم يقولوا: ابانا تأييد لذلك.
وقولهم: " وإنا لفاعلون " أي فاعلون للاتيان به أو للمراودة لحمله معهم والاتيان به إليه، ومعنى الآية ظاهر، وفيه تقبل منهم لذلك في الجملة وتطييب لنفس يوسف (ع) كما تقدم.
قوله تعالى: " وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون " الفتيان جمع الفتى وهو الغلام وقال الراغب البضاعة قطعة وافرة من المال يقتنى للتجارة يقال أبضع بضاعة وابتضعها قال تعالى " هذه بضاعتنا " ردت إلينا وقال تعالى ببضاعة مزجاة والأصل في هذه الكلمة البضع بفتح الباء وهو جملة من اللحم يبضع أي يقطع قال وفلان بضعة منى أي جار مجرى بعض جسدي لقربه منى قال والبضع بالكسر المنقطع من العشرة ويقال ذلك لما بين الثلاث إلى العشرة وقيل بل هو فوق الخمس ودون العشرة انتهى والرحال جمع رحل وهو الوعاء والاثاث والانقلاب الرجوع.
ومعنى الآية وقال يوسف (ع) لغلمانه اجعلوا مالهم وبضاعتهم التي قدموها ثمنا لما اشتروه من الطعام في أوعيتهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا ورجعوا إلى أهلهم وفتحوا الأوعية لعلهم يرجعون إلينا ويأتوا بأخيهم فان ذلك يقع في قلوبهم ويطمعهم إلى الرجوع والتمتع من الاكرام والاحسان
(٢١٠)
مفاتيح البحث: الطعام (3)، العزّة (1)، الخمس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست