تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ١١٥
أخرجوه اقبل إليهم اخوة يوسف - فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم ونحوا به ناحية فقالوا له اما ان تقر لنا انك عبد لنا فنبيعك بعض السيارة أو نقتلك فقال لهم يوسف لا تقتلوني واصنعوا ما شئتم.
فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا من يشترى منكم هذا العبد منا؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما وكان اخوته فيه من الزاهدين وسار به الذي اشتراه من البدو حتى ادخله مصر - فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر - وذلك قول الله عز وجل: " وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته - أكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا ".
قال أبو حمزة فقلت لعلي بن الحسين (ع) ابن كم كان يوسف يوم القوة في الجب؟ فقال ابن تسع سنين - فقلت كم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر فقال مسيرة اثنا عشر يوما الحديث.
أقول وللحديث ذيل سنورده في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى وفيه نكات ربما لم تلائم ظاهر ما تقدم من بيان الآيات لكنها ترتفع بأدنى تأمل.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
وفي تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: الأنبياء على خمسة أنواع منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة فيعلم ما عني به ومنهم من ينبؤ في منامه مثل يوسف وإبراهيم (ع) ومنهم من يعاين ومنهم من نكت (ينكت ظ) في قلبه ويوقر في اذنه.
وفيه عن أبي خديجة عن رجل عن أبي عبد الله (ع) قال: انما ابتلي يعقوب بيوسف انه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بيوم (بقوم) محتاج لم يجد ما يفطر عليه فأغفله ولم يطعمه فابتلى بيوسف وكان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادى من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب فإذا كان المساء نادى من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب.
وفى تفسير القمي قال وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله:
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست