تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ١١٢
يتمرد فيخرج من سلطانه كما ليس له أن يسبقه تعالى ويفوته، قال تعالى: " إن الله بالغ أمره " الطلاق: 3.
وبالجملة هو تعالى غالب على هذه الأسباب الفعالة باذنه يحمل عليها ما يريده فليس لها إلا السمع والطاعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون لحسبانهم ان الأسباب الظاهرة مستقلة في تأثيرها فعالة برؤوسها فإذا ساقت الحوادث إلى جانب لم يحولها عن وجهتها شئ وقد أخطأوا.
(بحث روائي) في المعاني باسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: صليت مع علي بن الحسين (ع) الفجر بالمدينة يوم الجمعة فلما فرغ من صلاته وتسبيحه نهض إلى منزله وانا معه فدعا مولاة له تسمى سكينة فقال لها: لا يعبر على بابي سائل الا أطعمتموه فان اليوم يوم الجمعة قلت ليس كل من يسأل مستحقا فقال يا ثابت أخاف ان يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله أطعموهم.
ان يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق به وياكل هو وعياله منه وان سائلا مؤمنا صواما محقا له عند الله منزلة وكان مجتازا غريبا اعتر على باب يعقوب عشية جمعة عند اوان افطاره يهتف على بابه أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم يهتف بذلك على بابه مرارا قد جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله.
فلما أيس ان يطعموه وغشيه الليل استرجع واستعبر وشكى جوعه إلى الله وبات طاويا وأصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله وبات يعقوب وآل يعقوب شباعا بطانا واصبحوا وعندهم من فضل طعامهم.
قال فأوحى الله عز وجل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استجررت بها غضبى واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك يا يعقوب ان أحب أنبيائي إلى وأكرمهم على من رحم مساكين عبادي وقربهم إليه واطعمهم وكان لهم مأوى وملجأ.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست