وفي تفسير البرهان: أبو علي الطبرسي قال: اختلف في وقت هذه المحاجة فقيل عند كسر الأصنام قبل القائه في النار، عن مقاتل، وقيل بعد القائه في النار وجعلها عليه بردا وسلاما، عن الصادق عليه السلام.
أقول: الآية وان لم تتعرض لكونها قبل أو بعد لكن الاعتبار يساعد كونها بعد الالقاء في النار، فان قصصه المذكورة في القرآن في بدو أمره من محاجته أباه وقومه وكسره الأصنام تعطي ان أول ما لاقى إبراهيم عليه السلام نمرود وكان حين رفع امره إليه في قضية كسر الأصنام مجرما عندهم، فحكم عليه بالاحراق، وكان القضاء عليه في جرمه شاغلا عن تكليمه في أمر ربه: أهو الله أو نمرود؟ ولو حاجه نمرود حينئذ لحاجه في أمر الله وامر الأصنام دون أمر الله وامر نفسه؟
وفي عدة من الروايات التي روتها العامة والخاصة في قوله تعالى: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها الآية ان صاحب القصة أرميا النبي وفي عدة منها:
انها عزير، الا انها آحاد غير واجبة القبول، وفي أسانيدها بعض الضعف، ولا شاهد لها من ظاهر الآيات، والقصة غير مذكورة في التوراة، والتي في الروايات من القصة طويلة فيها بعض الاختلاف لكنها خارجة عن غرضنا من أرادها فليرجع إلى مظانها.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى الآية في حديث قال عليه السلام: وهذه آية متشابهة، ومعناها انه سأل عن الكيفية والكيفية من فعل الله عز وجل، متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب، ولا عرض في توحيده نقص، الحديث.
أقول: وقد اتضح معنى الحديث مما مر.
وفي تفسير العياشي عن علي بن أسباط: ان أبا الحسن الرضا عليه السلام سئل عن قول الله: قال بلى ولكن ليطمئن قلبي أكان في قلبه شك قال لا ولكن أراد من الله الزيادة، الحديث.
أقول: وروي هذا المعنى في الكافي عن الصادق وعن العبد الصالح عليهما السلام وقد مر بيانه.
وفي تفسير القمي عن أبيه عن ابن أبي أيوب عن أبي بصير عن