فقالت يا رسول الله انحر أنت واحلق فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعظيما للبدن رحم الله المحلقين وقال قوم لم يسوقوا البدن يا رسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثانيا رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدي فقالوا يا رسول الله والمقصرين فقال رحم الله المقصرين ثم رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحو المدينة إلى التنعيم ونزل تحت الشجرة فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح واعتذروا وأظهروا الندامة على ما كان منهم وسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يستغفر لهم فنزلت آية الرضوان.
أقول: هذه القصة مذكورة في روضة الكافي عن الصادق (عليه السلام) بزيادة ونقصان من أرادها رجع إليه.
(2) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر علة للفتح من حيث أنه مسبب عن جهاد الكفار والسعي في إزاحة الشرك وإعلاء الدين وتكميل النفوس الناقصة قهرا ليصير ذلك بالتدريج اختيارا وتخليص الضعفة عن أيدي الظلمة.
في المجمع والقمي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقال ما كان له ذنب ولا هم بذنب ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له.
وفي المجمع عنه (عليه السلام) انه سئل عنها فقال والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي (عليه السلام) ما تقدم من ذنبهم وما تأخر قال بعض أهل المعرفة قد ثبت عصمته (صلى الله عليه وآله) فليس له ذنب فلم يبق لإضافة الذنب إليه إلا أن يكون هو المخاطب والمراد أمته كما قيل إياك ادعو واسمعي يا جارة قال ما تقدم من ذنبك من آدم إلى زمانه وما تأخر من زمانه إلى يوم القيامة فإن الكل أمته فإنه ما من أمة إلا وهي تحت شرع محمد (صلى الله عليه وآله) من اسم الباطن من حيث كان نبيا وآدم بين الماء والطين وهو سيد النبيين والمرسلين فإنه سيد الناس فبشر الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله) بقوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر لعموم رسالته إلى الناس كافة وما يلزم الناس رؤية شخصه فكما وجه في زمان ظهوره رسوله