في العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث بيعة الناس له قال عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الابهام وفسخها من أعلى الابهام إلى أعلى الخنصر وفي إرشاد المفيد في حديث بيعتهم له قال فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون أبسط يدك للبيعة فقال الرضا (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم فمن نكث نقض العهد فإنما ينكث على نفسه فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه ومن أوفى بما عهد عليه الله وفى في مبايعته فسيؤتيه أجرا عظيما وهو الجنة وقرئ عليه بضم الهاء فسنؤتيه بالنون القمي نزلت في بيعة الرضوان لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا يفعله ولا يخالفوه في شئ يأمرهم به فقال الله عز وجل بعد نزول آية الرضوان إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم الآية وإنما رضي الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضي الله عنهم فقدموا في التأليف آية الشرط على آية الرضوان وإنما نزلت أو لا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها.
(11) سيقول لك المخلفون من الاعراب قيل هم أسلم وجهينة ومزينة وغفار استفزهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عام الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة والخوف عن مقاتلة قريش أن صدوهم.
والقمي هم الذين استنفرهم في الحديبية ولما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه فقال الله تعالى سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى قوله إلا قليلا شغلتنا أموالنا وأهلونا إذ لم يكن لنا من يقوم باشغالهم فاستغفر لنا من الله على التخلف يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار قل فمن يملك لكم من الله شيئا فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه إن أراد بكم ضرا ما يضركم كقتل أو هزيمة وخلل في المال والأهل وعقوبة على التخلف وقرئ بالضم أو أراد بكم نفعا ما يضاد ذلك بل كان