أشار بذلك ومنهم من استصوبه ومنهم من سكت راضيا ومنهم من أنكره.
(31) قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين متجاوزين حدود الله.
(32) عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها ببركة التوبة والاعتراف بالخطيئة وقد روي أنهم أبدلوا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون راجون العفو طالبون الخير.
في الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه عليه الرزق وتلا هذه الآية إذ اقسموا ليصرمنها إلى قوله وهم نائمون.
والقمي عن ابن عباس أنه قيل له إن قوما من هذه الأمة يزعمون أن العبد قد يذنب الذنب فيحرم به الرزق فقال ابن عباس فوالذي لا إله غيره لهذا نور في كتاب الله من الشمس الضاحية ذكره الله في سورة ن والقلم إن شيخا كانت له جنة وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه فلما قبض الشيخ ورثه بنوه وكان له خمس من البنين فحملت جنته في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملت قبل ذلك فراحوا الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا وقال بعضهم لبعض إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف فهلموا فلنتعاقد عهدا فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا حتى نستغني وتكثر أموالنا ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة فرضي بذلك أربعة وسخط الخامس وهو الذي قال الله قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون فقيل يا بن عباس كان أوسطهم في السن فقال لا بل كان أصغر القوم سنا وكان أكبرهم عقلا وأوسط القوم خير القوم قال الله وكذلك جعلناكم أمة وسطا فقال لهم أوسطهم اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا فبطشوا به فضربوه ضربا مبرما فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لامرهم غير طائع فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يصرموا إذا أصبحوا ولم يقولوا إن شاء الله فابتلاهم الله بذلك الذنب وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه فأخبر عنهم في الكتاب وقال إنا بلونهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف