يمكنكم التلقي منه، ولا أدعوكم إلى ما تنبو عنه العقول والأسماع، وإنما أدعوكم إلى التوحيد والاستقامة في العمل (فاستقيموا) في أفعالكم، متوجهين (إليه واستغفروه) مما أنتم عليه (وويل للمشركين).
الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون). قال: (أترى أن الله عز وجل طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به، حيث يقول:) وويل للمشركين (الآية؟
قيل: ففسره لي. فقال: ويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأول، وهم بالأئمة الآخرين كافرون. إنما دعا الله العباد إلى الإيمان به، فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض) (1).
(إن الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون): غير مقطوع، أولا يمن به عليهم.
(قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) القمي: أي وقتين: ابتداء الخلق وانقضائه (2).
أقول: وفي هذا سر لا يدركه إلا من له صفاء ذهن ونقاء سريرة.
(وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين).
(وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها): وأكثر خيرها. القمي: أي: لا تزول وتبقى (3). (وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء).
القمي: يعني في أربعة أوقات، وهي التي يخرج الله عز وجل فيها أقوات العالم، من الناس والبهائم والطير وحشرات الأرض، وما في البر والبحر من الخلق، من الثمار والنبات والشجر، وما يكون فيه معاش الحيوان كله، وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء، ففي الشتاء يرسل الله الرياح والأمطار والأنداء (4) والطلول من السماء، فتلقح الأرض والشجر،