الأنبياء (1).
(وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) قال: (يعني بيت المقدس) (2).
قال: (إن ذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عز وجل) (3).
(رب هب لي من الصالحين): بعض الصالحين يعينني على الدعوة والطاعة، ويؤنسني في الغربة، يعني الولد، فإن لفظة الهبة غالبة فيه.
(فبشرناه بغلام حليم). قيل: ما نعت الله نبيا بالحلم لعزة وجوده غير إبراهيم وابنه عليهما السلام (4).
(فلما بلغ معه السعي) أي: فلما وجد وبلغ أن يسعى معه في أعماله (قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى) إنما شاوره فيه وهو حتم، ليعلم ما عنده فيما نزل من بلاء الله، فيثبت قدمه إن جزع، ويأمن عليه إن سلم، وليوطن نفسه عليه فيهون، ويكتسب المثوبة بالانقياد له قبل نزوله.
(قال يا أبت افعل ما تؤمر): ما تؤمر به، وإنما ذكر بلفظ المضارع لتكرر الرؤيا. وورد: (إنه قال: (يا أبت افعل ما تؤمر)، ولم يقل يا أبت افعل ما رأيت) (5).
(ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
(فلما أسلما): استسلما لأمر الله، أو أسلم الذبيح نفسه وإبراهيم ابنه، وفي قراءتهم عليهم السلام: (سلما) (6) من التسليم (وتله للجبين): صرعه (7) على شقه، فوقع جبينه على