فإذا استأذنوك لبعض شأنهم: ما يعرض لهم من المهام فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله بعد الأذن، فإن الاستيذان ولو لعذر قصور، لأنه تقديم لأمر الدنيا على أمر الدين إن الله غفور رحيم.
القمي: نزلت في حنظلة بن أبي عياش (1)، وذلك أنه تزوج في الليلة التي كانت في صبيحتها حرب أحد، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقيم على أهله، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (فأذن لمن شئت منهم) فأقام عند أهله، ثم أصبح وهو جنب، فحضر القتال واستشهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن (2) في صحائف فضة بين السماء والأرض، فكان سمى غسيل الملائكة (3).
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال: (يقول: لا تقولوا: يا محمد، ولا يا أبا القاسم، لكن قولوا: يا نبي الله، ويا رسول الله) (4).
وورد: (قالت فاطمة عليها السلام: لما نزلت هذه الآية هبت رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقول له: يا أبه، فكنت أقول: يا رسول الله، فأعرض عني مرة أو ثنتين (5) أو ثلاثا، ثم أقبل علي فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيك، ولا في أهلك، ولا في نسلك، أنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ (6) والكبر، قولي: يا أبه، فإنها أحيل للقلب،