التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٨٣١
وهو أبلغ من ادفع بالحسنة السيئة، لما فيه من التنصيص على التفضيل (1). وورد: (التي هي أحسن التقية) (2). نحن أعلم بما يصفون: بما يصفونك به.
وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين: وساوسهم، وأصل الهمز النخس.
وأعوذ بك رب أن يحضرون ويحوموا حولي.
حتى إذا جاء أحدهم الموت. متعلق ب‍ (يصفون)، وما بينهما اعتراض. قال تحسرا على ما فرط فيه من الايمان والطاعة لما اطلع على الامر (رب ارجعون) ردوني إلى الدنيا. والواو لتعظيم المخاطب.
لعلي أعمل صالحا فيما تركت. (نزلت في مانع الزكاة). كذا ورد (3). كلا ردع عن طلب الرجعة واستبعاد لها. إنها كلمة هو قائلها لتسلط الحسرة عليه ومن ورائهم: أمامهم برزخ إلى يوم يبعثون. القمي: البرزخ أمر بين أمرين، وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة، وهو قول الصادق عليه السلام: (والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ، وأما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم) (4).
وورد: (أما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع، أو وصي النبي، ولكن (5) والله أتخوف عليكم في البرزخ. قيل: وما البرزخ؟ فقال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة) (6).
فإذا نفخ في الصور لقيام الساعة فلا أنساب بينهم يومئذ تنفعهم، من

(١) - الكشاف ٣: ٤١، البيضاوي ٤: ٧١.
(٢) - الكافي ٢: ٢١٨، الحديث: ٦، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣) الكافي ٣: ٥٠٣ الحديث: ٣، و ٥٠٤ الحديث: ١١ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: ٢٨٠ الحديث: ٥، مجمع البيان ٧ - ٨: ١١٧، جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام (٤) - القمي ٢: ٩٤.
(٥) - في المصدر: (ولكني).
(٦) - الكافي ٣: ٢٤٢، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٨٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 826 827 828 829 830 831 832 833 834 835 836 ... » »»
الفهرست