التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٠٩
* (وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك) * يعني وكيفما دارت الحال من الامرين * (فإنما عليك البلغ) * لاغير * (وعلينا الحساب) * للمجازاة لا عليك، فلا تحتفل بإعراضهم.
* (أولم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها) *: بإذهاب أهلها. قال:
" يعني بذلك ما يهلك من القرون، فسماه إتيانا " 1. وفي رواية: " هو ذهاب العلماء " 2.
أقول: وعلى هذا التفسير يكون الأطراف جمع طرف بالتسكين. قال في الغريبين 3: أطراف الأرض: علماؤها وأشرافها، الواحد طرف، ويقال طرف أيضا.
* (والله يحكم لا معقب لحكمه) *: لاراد له، والمعقب: الذي يعقب الشئ فيبطله. * (وهو سريع الحساب) *. فيحاسبهم عما قليل.
* (وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا) * إذ لا يؤبه بمكر دون مكره، فإنه القادر على ما هو المقصود منه دون غيره. * (يعلم ما تكسب كل نفس) * فيعد جزاءه * (وسيعلم الكفر لمن عقبى الدار) * يعنى: العاقبة المحمودة، وهذا كالتفسير لمكر الله بهم.
القمي: المكر من الله هو العذاب 4.
* (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتب) *.
قال: " إيانا عنى، وعلي أولنا، وأفضلنا، وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم " 5.

١ - الاحتجاج ١: ٣٧٢، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
٢ - الكافي ١: ٣٨، الحديث: ٦، عن أبي جعفر، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام. وفي " ب ":
" ذهاب العلماء ".
٣ - لا يوجد لدينا هذا الكتاب. راجع: أساس البلاغة: ٣٨٨، ولسان العرب ٩: ٢١٨، وتاج العروس ٢٤: ٧٩ (طرف)، ومجمع البيان ٥ - ٦: ٣٠٠.
٤ - القمي ١: ٣٦٧.
٥ - الكافي ١: ٢٢٩، الحديث: 6، والعياشي 2: 220، الحديث: 76، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٦٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 ... » »»
الفهرست