التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٠٨
أهل بيته، أكرم الله بذلك رسوله " 1. * (وما كان لرسول أن يأتي باية) * يقترح عليه و يلتمس منه * (إلا بإذن الله) * فإنه القادر على ذلك. * (لكل أجل كتاب) *: لكل وقت حكم يكتب على العباد، ولهم مما يقتضيه صلاحهم.
* (يمحوا الله ما يشاء ويثبت) *: ينسخ ما ينبغي نسخه، وثبت ما يقتضيه حكمته، و يمحو سيئات التائب، ويثبت الحسنات مكانها، ويمحو من كتاب الحفظة ما لا يتعلق به جزاء ويترك غيره مثبتا، أو يثبت ما رآه في صميم قلب عبده، ويمحو الفاسدات ويثبت الكائنات، ويمحو قرنا ويثبت آخرين. والأخير مروي 2، وهو أحد معانيه. وقال: " هل يمحى إلا ما كان ثابتا، وهل يثبت إلا ما لم يكن؟ " 3.
وورد: " إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فكتبوا ما يكون من قضاء الله تلك السنة. فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص 4 شيئا، أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم أثبت الذي أراد " 5.
* (وعنده أم الكتب) * يعني: أصل الكتب، وهو اللوح المحفوظ عن المحو والتبديل، وهو جامع للكل، ففيه إثبات المثبت وإثبات الممحو 6، ومحوه وإثبات بدله.
قال: " هما كتابان: كتاب سوى أم الكتاب، يمحو الله منه ما يشاء ويثبت، وأم الكتاب لا يغير منه شئ " 7.
وفي رواية: " هما أمران: موقوف ومحتوم، فما كان من محتوم أمضاه، وما كان من موقوف فله فيه المشية يقضي فيه ما يشاء " 8.

١ - العياشي ٢: ٢١٤، الحديث: ٥١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - مجمع البيان ٥ - ٦: ٢٩٨، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
٣ - الكافي ١: ١٤٧، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.
4 - في " ألف " و " ج ": " ينقص ".
5 - راجع: القمي 1: 366، والعياشي 2: 216، الحديث: 62، عن أبي عبد الله عليه السلام، مع اختلاف يسير.
6 - في جميع النسخ: " إثبات المحو ". وما أثبتناه من الصافي.
7 - مجمع البيان 5 - 6: 298، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
8 - المصدر، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٦٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 ... » »»
الفهرست