التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
(فما كان دعواهم): ما كانوا يدعونه من دينهم، أو دعائهم واستغاثتهم (إذا جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين): إلا اعترافهم ببطلانه وبظلمهم فيما كانوا عليه، وتحسرهم على ما كان منهم.
(فلنسئلن الذين أرسل إليهم) يعني الأمم عن قبول الرسالة وإجابتهم الرسل (ولنسئلن المرسلين) يعني الأنبياء عن تأدية ما حملوا من الرسالة. ورد في حديث:
" فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم، فيخبرون أنهم قد أدوا ذلك إلى أممهم، ويسأل الأمم فيجحدون، كما قال الله: " فلنسألن " الآية، فيقولون: ما جاءنا من بشير ولا نذير. فيستشهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فيشهد بصدق الرسل ويكذب من جحدها من الأمم، فيقول لكل أمة منهم: " قد جاءكم بشير نذير، والله على كل شئ قدير " (1) أي: مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم، بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم، ولذلك قال الله لنبيه: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "، (2) فلا يستطيعون رد شهادته، خوفا من أن يختم الله على أفواههم، وأن يشهد عليهم جوارحهم بما فعلوا " (3).
(فلنقصن عليهم): على الرسل والمرسل إليهم ما كان منهم (بعلم): عالمين بأحوالهم الظاهرة والباطنة (وما كنا غائبين) عنهم وعن أفعالهم وعن أحوالهم، والغرض من السؤال: التوبيخ والتقرير عليهم، وازدياد سرور المثابين بالثناء عليهم، وغم المعاقبين بإظهار قبائحهم.
(والوزن يومئذ الحق) أي: وزن الأعمال والتميز (4) بين راجحها وخفيفها (فمن

(١) المائدة (٥): ١٩.
(٢) النساء (٤): ٤١.
(٣) راجع: الاحتجاج ١: ٣٦٠، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مع تفاوت يسير.
(4) في " ب " و " ج ": التمييز.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست