التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٦٠٦
المصائب، في أنفسهم وأموالهم. قال: " [هي] 1 النقمة " 2 * (أو تحل) * القارعة * (قريبا من دارهم) * فيفزعون منها ويتطاير إليهم شررها 3، كالسرايا التي يبعثها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتغير حواليهم، وتختطف مواشيهم. قال: " تحل بقوم غيرهم، فيرون ذلك ويسمعون به، والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم، ولا يتعظ بعضهم ببعض 4.
* (حتى يأتي وعد الله) * قال: " ولن يزالوا كذلك، حتى يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنين من النصر، ويخزي الله الكافرين " 5. * (إن الله لا يخلف الميعاد) *.
* (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم) *. الاملاء:
أن يترك ملاءة 6 من الزمان في أمن ودعة. يعني: طولت لهم الأمل ثم أهلكتهم. وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووعيد للمستهزئين به. * (فكيف كان عقاب) *: عقابي إياهم.
* (أفمن هو قائم على كل نفس) *: رقيب عليه حافظ * (بما كسبت) *: من خير وشر، فلا يخفى عليه شئ من أعمالهم 7، ولا يفوت عنه شئ من جزائهم، كمن ليس كذلك؟ * (وجعلوا لله شركاء قل سموهم) * من هم؟ أو صفوهم، فانظروا هل لهم ما يستحقون به العبادة، ويستأهلون الشركة؟ * (أم تنبؤونه) *: بل أتنبؤونه * (بما لا يعلم في الأرض) *: بشركاء لا يعلمهم في الأرض، وهو العالم بما في السماوات والأرض.
فإذا لم يعلمهم فإنهم ليسوا بشئ يتعلق به العلم. والمراد: نفي أن يكون له شركاء.
* (أم بظهر من القول) *: أم تسمونهم شركاء بظاهر من القول، من غير حقيقة واعتبار، كتسمية الزنجي كافورا. أنظر إلى هذه الأساليب العجيبة في الاحتجاج، كيف تنادي بلسان فصيح: أنها ليست من كلام البشر. * (بل زين للذين كفروا مكرهم) *: تمويههم،

١ - ما بين المعقوفتين من " ب ".
٢ - القمي ١: ٣٦٥ - ٣٦٦ عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - في " ألف ": " شرها ".
٤ - القمي ١: ٣٦٥ - ٣٦٦ عن أبي جعفر عليه السلام.
٥ - القمي ١: ٣٦٥ - ٣٦٦، عن أبي جعفر عليه السلام.
٦ - الملاءة - بالحركات الثلاث - أي: حينا وبرهة. مجمع البحرين ١: ٣٩٨ (ملا).
7 - في " ألف ": " أحوالهم ".
(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 ... » »»
الفهرست