التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٣٨
والرعاية، على طريقة التمثيل. * (ووحينا) * إليك كيف تصنعها * (ولا تخطابني في الذين ظلموا) * باستدفاع العذاب عنهم * (إنهم مغرقون) *: محكوم عليهم بالاغراق، فلا سبيل إلى كفه.
* (ويصنع الفلك) *. حكاية حال ماضية. * (وكلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه) *: استهزؤوا به. قال: " إنه لما غرس النوى مر عليه قومه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد 1 غراسا! حتى إذا طال النخل وكان جبارا 2 طوالا قطعه ثم نحته، فقالوا: قد قعد نجارا! ثم ألفه فجعله سفينة [فمروا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد ملاحا في فلاة من الأرض! " 3] 4. * (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) * إذا أخذكم 5 الغرق في الدنيا والحرق 6 في الآخرة.
* (فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه) * يعني الغرق * (ويحل عليه عذاب مقيم) * يعني عذاب النار.
* (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) *: نبع الماء فيه وارتفع كالقدر تفور. قال: " كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد - يعني مسجد الكوفة - سئل: و كان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال: نعم، إن الله أحب أن يرى قومن نوح آية، ثم إن الله أرسل المطر يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا " 7. وفي رواية: " وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في إهلاك قومه أن يفور التنور، ففار. فقالت

١ - لعله بمعنى صار نحو قولهم: حدد شفرته حتى قعدت كأنها حربة أي: صار. القاموس المحيط: ٣٤١ (قعد).
٢ - الجبار: النخلة الطويلة الفتية وتضم. القاموس المحيط ١: ٣٩٩ (جبر).
٣ - الكافي ٨: ٢٨٣، الحديث: ٤٢٥، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - ما بين المعقوفتين ليس في " الف ".
٥ - في " ج ": " إذا أخذكم ".
٦ - الحرق - بالتحريك - النار أو لهبها. القاموس المحيط ٣: ٢٢٧ (حرق).
٧ - الكافي ٨: ٢٨١، الحديث: 421، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»
الفهرست