التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٣٧
اتبعوني بادي الرأي من غير بصيرة وعقد قلب. * (ولا أقول إني ملك) * حتى تقولوا:
" ما أنت إلا بشر مثلنا " 1. * (ولا أقول للذين تزدري أعينكم) *: استرذلتموهم لفقرهم، من زرى عليه: إذا عابه. وإسناده إلى الأعين، للمبالغة على أنهم استرذلوهم بادي الرؤية من غير روية. * (لن يؤتيهم الله خيرا) * فإن ما أعد الله لهم في الآخرة خير مما آتيكم في الدنيا * (الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا) *: إن قلت شيئا من ذلك * (لمن الظالمين) *.
* (قالوا ينوح قد جادلتنا) *: خاصمتنا * (فأكثرت جدالنا) *: فأطلته * (فأتنا بما تعدنا) * من العذاب * (إن كنت من الصدقين) * في الدعوى والوعيد.
* (قال إنما يأتيكم به الله إن شاء) * عاجلا * أو آجلا * (وما أنتم بمعجزين) * بدفع العذاب.
* (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) * بأن علم منكم الاصرار على الكفر فخلاكم وشأنكم. ورد: " يعني أن الامر إلى الله يهدي من يشاء ويضل " 2. * (هو ربكم وإليه ترجعون) *.
* (أم يقولون افتراه) *. اعتراض. * (قل إن افتريته فعلى إجرامي) *: وباله * (وأنا برئ مما تجرمون) * في إسناد الافتراء إلي.
* (وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس) *: فلا تحزن حزن بائس مستكين * (بما كانوا يفعلون) *. أقنطه الله من 3 إيمانهم، ونهاه أن يغتم بما فعلوه من الايذاء والتكذيب. قال: " فلذلك قال نوح: " ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " 4.
* (واصنع الفلك بأعيننا) *: متلبسا بأعيننا، أتى بصيغة الجمع للمبالغة في الحفظ

١ - الشعراء (٢٦): ١٥٤ و ١٨٦.
٢ - قرب الإسناد: ٣٥٩، الحديث: ١٢٨٢، والعياشي ٢: ١٤٤، الحديث: ١٦، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
٣ - في " ب ": " عن إيمانهم ".
٤ - الكافي ٨: ٢٨٣، الحديث: 424، عن أبي جعفر عليه السلام. والآية في سورة نوح (71): 27.
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»
الفهرست