التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٣٤
هممهم وأفكارهم على الدنيا، وأن يقارب بينهم في المنزلة، يعني أفمن كان على بينة كمن يريد الحياة الدنيا؟ كيف وبينهما بون بعيد! * (ويتلوه شاهد منه) *: ويتبعه شاهد يشهد له منه * (ومن قبله كتب موسى) * يعني التوراة * (إماما ورحمة) *.
قال أمير المؤمنين عليه السلام. " محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه، وأنا الشاهد، وأنا منه " 1.
وورد: " إنما نزل: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى. قال: فقدموا وأخروا في التأليف " 2. ويستفاد من بعض الروايات: أن المراد بالبينة القرآن، وأن يتلوه في التلاوة 3. وفي رواية " شاهد من الله محمد " 4.
وعلى هذا فيعم " من كان على بينة " كل مؤمن مخلص ذو 5 بصيرة في دينه. * (أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب) *: من تحزب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم * (فالنار موعده) * يردها لا محالة. ورد: " لا يسمع بي أحد من الأمة لا يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار " 6. * (فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) *.
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) *.
* (الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا) *: ويصفونها بالانحراف عن الحق والصواب * (وهم بالآخرة هم كافرون) * ورد: " هم أربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا " 7. " والاشهاد هم الأئمة عليهم السلام " 8.

١ - الأمالي (للطوسي) ١: ٣٨١. ويقرب منه ما في العياشي ٢: ١٤٣، الحديث: ١٣، عن أمير المؤمنين عليه السلام ٢ - القمي ١: ٣٢٤، عن أبي جعفر عليه السلام، مع زيادة.
٣ - بصائر الدرجات: ١٣٣، الباب: 9، ذيل الحديث: 2، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
4 - مجمع البيان 5 - 6: 150، عن حسين بن علي عليهما السلام.
5 - كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: " ذا بصيرة " كما في الصافي.
6 - مجمع البيان 5 - 6: 150، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
7 - العياشي 2: 143، الحديث: 14، عن أبي جعفر عليه السلام.
8 - المصدر: 142، ذيل الحديث: 11، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٥٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 ... » »»
الفهرست