التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٤١
ينصب من السماء أربعين صباحا، ومن الأرض العيون، حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء. قال: فرفع نوح عليه السلام يده فقال: يارهمان أتقن 1. وتفسيرها: يا رب أحسن. فأمر الله عز وجل الأرض أن تبلع ماءها فبلعت ماءها، فأراد ماء السماء أن يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها، وقالت: إنما أمرني الله أن أبلع مائي، فبقي ماء السماء على وجه الأرض، واستوت السفينة على جبل جودي، وهو بالموصل جبل عظيم، فبعث الله جبرئيل فساق الماء إلى البحار حول الدنيا " 2.
* (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق) * وقد وعدت أن تنجي أهلي * (وأنت أحكم الحكمين) *: أعدلهم وأعلمهم.
* (قال ينوح إنه ليس من أهلك) *. قال: " نفاه عنه حين خالفه في دينه " 3. وفي رواية: " لما عصى الله نفاه عن أبيه " 4. * (إنه عمل غير صلح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجهلين) *.
* (قال رب إني أعوذ بك أن أسئلك) * فيما يستقبل * (ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي) * ما فرط مني من السؤال * (وترحمني) * بالتوبة والتفضل علي * (أكن من الخاسرين) * * (قيل ينوح اهبط بسلم منا) *: أنزل من السفينة مسلما من المكاره محفوظا من جهتنا * (وبركت عليك) *: ومباركا عليك. والبركات: الخيرات النامية. * (وعلى أمم ممن معك) * يعني في السفينة، لأنهم كانوا جماعات، أو لتشعب الأمم منهم * (وأمم سنمتعهم) * أي: وممن معك أمم سنمتعهم في الدنيا * (ثم يمسهم منا عذاب أليم) *. قيل:
أراد بهم الكفار من ذرية من معه 5.

1 - في المصدر: " يارهمان اخفرس ".
2 - القمي 1: 328، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2: 76، الباب: 32، الحديث: 3.
4 - المصدر: 232، الباب: 85، الحديث: 1.
5 - البيضاوي 3: 111.
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»
الفهرست