التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٤٠
نفسه عن المركب * (يبنى اركب معنا) * في السفينة * (ولا تكن مع الكافرين) *. قال:
" نظر نوح إلى ابنه يقع ويقوم، فقال له: " يا بني اركب " الآية " 1.
* (قال ساوى إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) *: إلا الراحم وهو الله تعالى. ورد: " كان الجبل الذي اعتصم به في النجف، فأوحى الله إليه: يا جبل أيعتصم بك مني أحد؟ ففار في الأرض وتقطع إلى الشام " 2.
* (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) *.
* (وقيل يأرض ابلعي ماءك) *: انشفي 3. قال: " نزلت بلغة الهند اشربي " 4. وفي رواية: " حبشية " 5. * (ويا سماء اقلعي) * قال: " أمسكي " 6.
أقول: نداء الأرض والسماء، عبارة عن كمال اقتداره وعظمته، وأن الخلايق عارفون به، منقادون له، ممتثلون لامره على الفور.
* (وغيض الماء) *: نقص * (وقضى الامر) *: أنجز ما وعد * (واستوت على الجودى) * 7: استقرت عليه * (وقيل بعدا للقوم الظالمين) *: بعد بعدا بعيدا لا يرجى عوده كناية عن الهلاك. ما أفصح هذه الآية وأبلغها، وما أفخم لفظها وأحسن نظمها، وما أدلها على كنه الحال مع الايجاز الخالي عن الاخلال، وفي إيراد الاخبار فيها على البناء للمفعول دلالة على تعظيم الفاعل، وأنه متعين في نفسه مستغن عن ذكره، إذ لا يذهب الوهم إلى غيره.
قال: " فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة وطافت بالبيت، وغرق جميع الدنيا إلا موضع البيت وإنما سمي البيت العتيق، لأنه أعتق من الغرق، فبقي الماء

١ - القمي ١: ٣٢٧، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - من لا يحضره الفقيه ٢: ٣٥١، الحديث: ١٦١٢، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٣ - نشف الثوب العرق ونشف الحوض الماء: شربه، الصحاح ٤: ١٤٣٢ (نشف).
٤ - العياشي ٢: ١٤٩، الحديث: ٣٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٥ - العياشي ٢: ١٤٩، الحديث: ٣٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٦ - القمي ١: ٣٢٨، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٧ - الجودي: جبل بالموصل. معجم البلدان ٢: ١٧٩.
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»
الفهرست