التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٤٢
قال: " فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين، وبنوا مدينة الثمانين، وكانت لنوح ابنة ركبت معه السفينة، فتناسل الناس منها. وذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نوح أحد الأبوين " 1.
سئل: لأي علة أغرق الله تعالى الدنيا كلها في زمن النوح، وفيهم الأطفال، وفيهم من لاذنب له؟ فقال: " ما كان فيهم الأطفال، لان الله تعالى أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما، فانقطع نسلهم، فغرقوا ولا طفل فيهم، وما كان لله ليهلك بعذابه من لاذنب له، وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيبهم لنبي الله نوح، وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين، ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهد " 2.
* (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر) * على مشاق الرسالة وإيذاء القوم، كما صبر نوح * (إن العقبة) * في الدنيا بالظفر، وفي الآخرة بالفوز * (للمتقين) * عن الشرك والمعاصي.
* (وإلى عاد أخاهم هودا)،. " أخاهم " يعني أحدهم، كما سبق في الأعراف 3.
* (قال يقوم اعبدوا الله) * وحده * (مالكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون) * على الله، باتخاذ الأوثان شركاء، وجعلها شفعاء.
* (يقوم لا أسئلكم عليه أجرا إن أجرى إلا على) * لله 4 * (الذي فطرني أفلا تعقلون) * فتعرفوا المحق من المبطل.
* (ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) *: اطلبوا مغفرة الله بالايمان، ثم توسلوا إليها بالتوبة * (يرسل السماء عليكم مدرارا) *: كثير الدر 5 * (ويزدكم قوة إلى قوتكم) *.

1 - القمي 1: 328، عن أبي عبد الله عليه السلام.
2 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 75، الباب: 32، الحديث: 2.
3 - في ذيل الآية: 65.
4 - لم ترد كلمة: " الله " في " ألف " و " ج ".
5 - في " ألف ": " كثير المدر " وهو تصحيف.
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»
الفهرست