التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥١٧
الذين يذكر 1 الله برؤيتهم، يعني في السمت والهيئة " 2. وفي أخرى: " إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، و مشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم، خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب " 3. وفي أخرى: " " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون " إذا أدوا فرائض الله، وأخذوا بسنن رسول الله، وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون التفاخر والتكاثر، ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا، ويثابون على ما قدموا لاخرتهم " 4.
* (لهم البشرى في الحياة الدنيا) *. قال: " هي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن أو يرى له " 5. * (وفى الآخرة) * قال: " هي بشارة المؤمن عند الموت بالمغفرة " 6. وفي رواية:
" بالجنة " 7. وهو قوله تعالى: " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة 8 " وورد: " يبشرهم بقيام القائم عليه السلام وبظهوره وبقتل أعدائهم، وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمد وآله الصادقين على الحوض " 9. وفي رواية: " إذا وقعت نفسه في صدره يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول له: أنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبشر، ثم يرى علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول: أنا علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كنت تحبه، أنا أنفعك

١ - في " ب ": " يذكرون الله " وهو تصحيف.
٢ - جوامع الجامع ٢: ١١٩، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والسمت: هيئة أهل الخير، يقال: ما أحسن سمته، أي، هديه.
الصحاح ١: ٢٥٤ (سمت).
٣ - الكافي ٢: ٢٣٧، الحديث ٢٥، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٤ - العياشي ٢: ١٢٤، الحديث: ٣١، عن أبي جعفر عليه السلام.
٥ - مجمع البيان ٥ - ٦: ١٢٠، عن أبي جعفر عليه السلام، وجوامع الجامع ٢: ١١٩، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيهما: " أو ترى له "، وفي الكافي ٨: ٩٠، الحديث: ٣٥٦، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٧ - مجمع البيان ٥ - ٦: ١٢٠، عن أبي جعفر عليه السلام.
٨ - النحل (١٦): ٣٢.
٩ - الكافي ١: ٤٢٩، الحديث: 83، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»
الفهرست