التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٠٦
بالبينات) *: بالحجج الدالة على صدقهم * (وما كانوا ليؤمنوا) * لفساد استعدادهم وخذلان الله لهم، لعلمه بإصرارهم على الكفر، وأنه لا فائدة في إمهالهم بعد أن لزمهم الحجة بإرسال الرسل. * (كذلك نجزي القوم المجرمين) *.
* (ثم جعلناكم خلائف في الأرض) *: استخلفناكم فيها * (من بعدهم) *: من بعد القرون التي أهلكناهم * (لننظر كيف تعملون) *: خيرا أو شرا.
* (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينت قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا) *:
قرآن آخر ليس فيه ما يغيظنا 1 من ذم عبادة الأوثان والوعيد لعابديها * (أو بدله) * بأن تجعل مكان آية العذاب آية الرحمة، وتسقط ذكر الألهة وذم عبادتها * (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقائ نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى إني أخاف إن عصيت ربى) * في التبديل والنسخ من عند نفسي * (عذاب يوم عظيم) *.
* (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به) *: ولا أعلمكم به على لساني، يعني أن تلاوته ليست إلا بمشية الله، وإحداثه أمرا عجيبا خارقا للعادة، وهو أن يخرج رجل أمي لم يتعلم ساعة من عمره، ولا نشأ في بلد فيه العلماء، فيقرأ عليكم كتابا بهر بفصاحته كل كلام فصيح، مشحونا بعلم ما كان وما يكون. * (فقد لبثت فيكم عمرا من قبله) *: فقد أقمت فيما بينكم ناشئا 2 وكهلا مقدار أربعين سنة فلم تعرفوني متعاطيا شيئا من نحو ذلك فتتهموني باختراعه * (أفلا تعقلون) *.
* (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون) *.
* (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) * تشفع لنا فيما يهمنا من أمور الدنيا والآخرة * (قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض) *: أتخبرونه بما ليس بمعلوم للعالم بجميع المعلومات، يعني

١ - في " الف ": " تغيظنا ".
٢ - نشأ - كمنع]: شب والناشئ: الغلام والجارية جاوزا حد الصغر. القاموس المحيط ١: ٣١ (نشأ).
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»
الفهرست