التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٢١
* (إن كنتم مسلمين) *: مستسلمين لقضاء الله مخلصين له، وليس هذا تعليق الحكم بشرطين، فإن المعلق بالايمان وجوب التوكل، فإنه المقتضي له، والمشروط بالاسلام حصوله، فإنه لا يوجد مع التخليط، نظيره، إن دعاك فلان فأجبه إن قدرت.
* (فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * قال: " لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا " 1. وفي رواية: " استعبدهم آل فرعون وقالوا: لو كان لهؤلاء كرامة كما يقولون، ما سلطنا عليهم. فقال موسى لقومه: " يا قوم " الآية " 2.
أقول: هذه الرواية تفسر الأولى 3. وقيل: أي: لا تسلطهم علينا فيفتنونا عن ديننا أو يعذبونا 4.
* (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) *: من كيدهم واستعبادهم إيانا.
* (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا) *: اتخذاها لهم مباءة 5، أي: مرجعا يرجعون إليه للعبادة * (واجعلوا بيوتكم قبلة) *: مصلى * (وأقيموا الصلاة) * فيها. قال: " لما خافت بنو إسرائيل جبابرتها، أوحى الله إلى موسى وهارون " أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا، واجعلوا بيوتكم قبلة ". قال: أمروا أن يصلوا في بيوتهم " 6.
* (وبشر المؤمنين) * بالنصرة في الدنيا والجنة في العقبى.
* (وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة) *: ما يتزين به من اللباس والفرش والمراكب ونحوها * (وأموالا) *: وأنواعا من المال * (في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك) *. القمي: أي: يفتنوا الناس بالأموال، ليعبدوه ولا يعبدوك 7. واللام

١ - مجمع البيان ٥ - ٦: ١٢٨، والعياشي ٢: ١٢٧، الحديث: ٣٨، عن الصادقين عليهما السلام.
٢ - القمي ١: ٣١٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - في " ب ": " تفسير الأولى " ٤ - تفسير أبي السعود ٤: ١٧١.
5 - في " ألف " و " ج ": " مباة " وفي " ب ": " مباتا ".
6 - القمي 1: 315، عن موسى بن جعفر عليهما السلام.
7 - المصدر: 315.
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»
الفهرست