التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥١٣
إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه، وإنما يضل من لم يقبل منه هداه " 1.
* (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) *: يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا، أو القبور، لهول ما يرون. * (يتعارفون بينهم) *: يعرف بعضهم بعضا، كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا * (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين) *.
* (وإما نرينك بعض الذي نعدهم) * من العذاب في حياتك، كما أراه يوم بدر * (أو نتوفينك) * قبل أن نريك * (فإلينا مرجعهم) * فنريكه في الآخرة * (ثم الله شهيد على ما يفعلون) *. مجاز عليه ذكر الشهادة، وأراد مقتضاها، ولذلك رتبها على الرجوع ب‍ " ثم "، أو المراد: 2 يشهد على أفعالهم يوم القيامة.
* (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم) * بالبينات فكذبوه، أو يوم القيامة ليشهد عليهم * (قضى بينهم) *: بين الرسول ومكذبيه * (بالقسط) * بالعدل، فأنجي الرسول و عذب المكذبون * (وهم لا يظلمون) *. قال: " تفسيرها في الباطن، أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد عليهم السلام يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول، وهم الأولياء، وهم الرسل. وأما قوله: " فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط " فإن معناه:
أن رسل الله يقضون بالقسط وهم لا يظلمون " 3.
* (ويقولون متى هذا الوعد) *. استعجال لما وعدوا من العذاب واستبعاد له. * (إن كنتم صادقين) *. شاركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين 4 في الخطاب.
* (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا) * فكيف أملك لكم الضر؟! * (إلا ما شاء الله) *

١ - الكافي ٨: ٥٢، الحديث: 16، عن أبي جعفر عليه السلام.
2 - في " ألف ": " والمراد ".
3 - العياشي 2: 123، الحديث: 23، عن أبي جعفر عليه السلام.
4 - في جميع النسخ: " شاركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤمنين " بدون الواو، والصواب ما أثبتناه كما في الصافي 2: 405.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»
الفهرست