التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥١٢
تأويله " 1. والقمي: نزلت في الرجعة، كذبوا بها. أي: أنها لا تكون 2. * (كذلك كذب الذين من قبلهم) *: أنبياءهم * (فانظر كيف كان عقبة الظالمين) *.
* (ومنهم من يؤمن به) * في نفسه ويعلم أنه حق ولكنه يعاند، أو ومنهم من يؤمن به في المستقبل. * (ومنهم من لا يؤمن به) * في نفسه لفرط غباوته 3 وقلة تدبره، أو فيما فيما يستقبل ويصر على الكفر. قال: " هم أعداء آل محمد عليهم السلام من بعده " 4.
* (وربك أعلم بالمفسدين) *.
* (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) * يعنى: وإن يئست من إجابتهم وأصروا على تكذيبك فتبرأ منهم وخلهم، فقد أعذرت إليهم. قيل: هي منسوخة بآية القتال 5.
* (ومنهم من يستمعون إليك) * إذا قرأت القرآن وعلمت الشرائع، ولكن لا يقبلون، كالأصم الذي لا يسمع. * (أفأنت تسمع الصم) *: تقدر على إسماعهم * (ولو كانوا لا يعقلون) *: ولو انضم إلى صممهم عدم تعقلهم؟! يعني أن حقيقة استماع الكلام ليست إلا فهم المعنى المقصود منهم، وليس ذلك فيهم.
* (ومنهم من ينظر إليك) * ويعاينون دلالات نبوتك، ولكن لا يصدقون. * (أفأنت تهدى العمى) *: تقدر على هدايتهم * (ولو كانوا لا يبصرون) *: وإن انضم إلى عدم البصر عدم البصيرة؟!
* (إن الله لا يظلم الناس شيئا) * مما يتصل بمصالحهم من الحواس والعقول. * (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) * بإفسادها وتفويت منافعها عليهم. ورد: " إن الله الحليم العليم

١ - العياشي ٢: ١٢٢، الحديث: ٢٠، عن أبي جعفر عليه السلام.
٢ - القمي ١: ٣١٢.
٣ - غبا الشئ وعنه غبا وغباوة: لم يفطن له. القاموس المحيط ٤: ٣٧٠ (غبا).
4 - القمي 1: 312، عن أبي جعفر عليه السلام.
5 - مجمع البيان 5 - 6: 111، والكشاف 2: 238.
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»
الفهرست