التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٢٢
للعاقبة. * (ربنا اطمس على أموالهم) *: أهلكها وامحقها * (واشدد على قلوبهم) * و أقسها واطبع عليها، حتى لا تنشرح للايمان * (فلا يؤمنوا حتى يرو العذاب الأليم) *. لما لم يبق له طمع في أيمانهم اشتد غضبه عليهم، فدعا الله عليهم بما علم أنه لا يكون غيره.
* (قال قد أجيبت دعوتكما) * يعني موسى وهارون. قال: " دعا موسى وأمن هارون وأمنت الملائكة " 1. * (فاستقيما) *: فاثبتا على ما أنتما عليه من الدعوة وإلزام الحجة ولا تستعجلا، فإن ما طلبتما كائن، ولكن في وقته. ورد: " كان بين قول الله: " قد أجيبت دعوتكما " وبين أخذ فرعون أربعون سنة " 2. * (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) * في الاستعجال وعدم الوثوق والاطمئنان بوعد الله.
* (وجوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه آمنت أنه لا إله إلا الذي امنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين) *.
* (آلآن) *: أتؤمن الآن وقد آيست من نفسك ولم يبق لك اختيار * (وقد عصيت قبل) *: قبل ذلك مدة عمرك * (وكنت من المفسدين) *: الضالين المضلين عن الايمان.
* (فاليوم ننجيك ببدنك) *: ننقذك عاريا عن الروح، مما وقع فيه قومك من البحر أو نلقيك على نجوة من الأرض، وهي المكان المرتفع * (لتكون لمن خلفك آية) *: علامة يظهر لهم عبوديتك ومهانتك * (وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون) *: لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.
قال: " إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد، هو وافي البحر إلى النار، وأما فرعون فنبذه الله وحده، فألقاه بالساحل لينظروا إليه وليعرفوه، ليكون لمن خلفه آية، ولئلا يشك أحد في هلاكه، إنهم كانوا اتخذوه ربا فأراهم الله إياه جيفة ملقاة

١ - الكافي ٢: ٥١٠، الحديث: ٨، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٢ - العياشي ٢: ١٢٧، الحديث: ٤٠، والكافي ٢: ٤٨٩، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيهما:
" أربعين سنة ".
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»
الفهرست