في ليلة القدر منه، وأما تنزيله، فكان من ابتداء بعثة النبي إلى أوان وفاته صلى الله عليه وآله وسلم. كذا يستفاد مما ورد (1). وفي رواية: " نزل القرآن جملة (2) واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة " (3). (هدى للناس) أي: أنزل في ليلة القدر بيانه، وتأويل متشابهه ليكون هدى للناس (وبينت من الهدى والفرقان): بتفريق المحكم من المتشابه، وبتقدير الأشياء، وتبيين خصوص الوقايع التي تصيب الخلق في كل سنة إلى ليلة القدر الآتية، وذلك يكون في كل عصر وزمان لصاحب ذلك العصر والزمان. والفرقان: هو المحكم الواجب العمل به، وهو بعينه ما قاله عز وجل في الدخان: " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم " (4) أي محكم. كذا المستفاد مما ورد (5).
(فمن شهد منكم الشهر): فمن حضر في الشهر، ولم يكن مسافرا (فليصمه) قال: " ما أبينها. من شهد فليصمه، ومن سافر فلا يصمه " (6). وورد: " ليس للرجل إذا دخل شهر رمضان أن يخرج إلا في حج، أو عمرة، أو مال يخاف تلفه، أو أخ يخاف هلاكه، وليس له أن يخرج في إتلاف مال أخيه، فإذا مضت ليلة ثلاث وعشرين فليخرج حيث شاء " (7). (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر). كرر ذلك، تأكيدا للامر بالافطار، وأنه عزيمة لا يجوز تركه.
(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فلذلك أمركم بالافطار في المرض