التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٩١
ومناهيه (فلا تقربوها). ورد: " إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه، فمن رتع (1) حول الحمى، يوشك أن يقع فيه " (2). (كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون).
(ولا تأكلوا أموالكم بينكم): لا يأكل بعضكم مال بعض (بالبطل): " بالوجه الذي لم يشرعه الله كالقمار، وكاليمين الكاذبة، والدين الذي ليس له ما يؤديه ". كذا ورد (3). (وتدلوا بها إلى الحكام): ولا تلقوا أمرها إلى الحكام (لتأكلوا) بالتحاكم (فريقا): طائفة (من أمول الناس بالاثم): بما يوجب إثما كشهادة الزور، واليمين الكاذبة (وأنتم تعلمون) أنكم مبطلون. قال: " هو أن يعلم الرجل أنه ظالم، فيحكم له القاضي، فهو غير معذور في أخذه ذلك الذي حكم له " (4). وقال: " قد علم الله أنه يكون حكام يحكمون بغير الحق فنهى أن يتحاكم إليهم " (5).
(يسئلونك عن الأهلة): عن زيادتها ونقصانها (قل هي مواقيت للناس و الحج): معالم يوقت بها الناس عباداتهم ومزارعهم ومتاجرهم ومحال ديونهم وعدد نسائهم. وورد: " لصومهم وفطرهم وحجهم " (6). (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها). قال: " كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها، وإنما يدخلون ويخرجون من نقب ينقبونه (7) في مؤخرها، ويعدون ذلك برا فنهوا عن التدين بها " (8).

١ - رتع: أكل وشرب ما شاء في خصب وسعة. " القاموس المحيط ٣: ٢٨ - رتع ". ورتع حول الحمى أي:
يطوف به ويدور حوله.
٢ - الكشاف ١: ٣٤٠، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٣ - الكافي ٥: ١٢٢، الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام، ومجمع البيان ١ - ٢: ٢٨٢، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - العياشي ١: ٨٥، الحديث: ٢٠٦، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام.
٥ - القمي ١: ٦٧، عن أبي الحسن الأول عليه السلام.
٦ - التهذيب ٤: ١٦٦، الحديث: 472، عن أبي جعفر عليه السلام.
7 - في " الف ": " ينقبون ".
8 - مجمع البيان 1 - 2: 284، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست