والسفر (ولتكملوا العدة): عدة أيام الشهر بالصيام (ولتكبروا الله على ما هداكم):
" ولتعظموا الله وتمجدوه على هدايته إياكم. أريد به تكبير صلاة العيد ". كذا ورد (1). وفي رواية: " التكبير عقيب الصلوات الأربع في العيد " (2). (ولعلكم تشكرون) تسهيله الامر لكم.
(وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب): فقل لهم: إني قريب. روي: " أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت " (3).
أقول: مثل قربه تعالى مثل معيته، فكما أن معيته ليست بمازجة ومداخلة، ومفارقته ليست بمباينة ومزايلة، فكذلك قربه ليس باجتماع وأين، وبعده ليس بافتراق وبين، وإنما يجد قربه من عبده كأنه يراه، وأما بعد من بعد عنه، مع تساوي نسبة قربه إلى جميع عباده فهو كما أن لك رقيبا وهو حاضر عندك وأنت عنه في عمى، لا تراه ولا تشعر بحضوره.
(أجيب دعوة الداع إذا دعان). تقرير للقرب، ووعد للداعي بالإجابة. " ومن لم يجد الإجابة فقد أخل بشرط الدعاء ". كذا ورد (4). (فليستجيبوا لي) إذا دعوتهم للايمان والطاعة، كما أجبتهم إذا دعوني لمهامهم. (وليؤمنوا بي) قال: " وليتحققوا أني قادر على إعطائهم ما سألوه " (5). (لعلهم يرشدون) قال:
" لعلهم يصيبون الحق ويهتدون إليه " (6).
(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم). كناية عن المواقعة، لأنه قلما يخلو