التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٩٢
(ولكن البر من اتقى) قال: " ما حرم الله " (1). (وأتوا البيوت من أبوبها) قال: " يعني أن يأتي الامر من وجهه أي أمر كان " (2).
أقول: ومنه أخذ أحكام الدين عن أمير المؤمنين وعترته الطيبين، لأنهم أبواب مدينة علم النبي - صلوات الله عليه وعليهم أجمعين - كما قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا يؤتى المدينة إلا من بابها " (3). وقال علي عليه السلام: " قد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: " وأتوا البيوت من أبوابها ". والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعته الأنبياء، وأبوابها أوصياؤهم " (4).
(واتقوا الله) في تغيير أحكامه (لعلكم تفلحون).
(وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم): جاهدوا لاعلاء كلمته. ورد: " إنها ناسخة لقوله: " كفوا أيديكم " " (5). (ولا تعتدوا) بابتداء القتال والمفاجأة به من غير دعوة، وبالمثلة، وقتل من نهيتم عن قتله من النساء والصبيان والمشايخ والمعاهدين. (إن الله لا يحب المعتدين).
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم). ورد: " إنها ناسخة لقوله تعالى: " ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم " " (6). (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) يعني مكة، وقد فعل ذلك بمن لم يسلم منهم يوم الفتح. (والفتنة أشد من القتل). قيل: معناه شركهم في الحرم، وصدهم إياكم عنه أشد من قتلكم إياهم فيه (7). (ولا تقتلوهم عند

١ - الصافي ١: ٢٠٨، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - العياشي ١: ٨٦، الحديث: ٢١١، ومجمع البيان ١ - ٢: ٢٨٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - مجمع البيان ١ - ٢: ٢٨٤، والقمي ١: ٦٨.
٤ - الاحتجاج ١: ٣٦٩، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
5 - مجمع البيان 1 - 2: 285. والآية في سورة النساء (4): 77.
6 - مجمع البيان 1 - 2: 285، المروي عن أئمتنا عليهم السلام. والآية في سورة الأحزاب (33): 48.
7 - راجع: البيضاوي 1: 223.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست