تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٢٥
الهلكة، ويقال حور في محارة فلان: مثل يضرب للرجل المتحير في أمره: أي ضل في ضلاله. قال أبو عبيد:
المعنى في بئر حور ولا زائدة. وقال في الحواشي: حور جمع حائر، من حار: إذا هلك، ونظيره قيل في جمع قائل قال الأعشى * إنا لأمثالكم يا قومنا قيل * وكذلك نزل في نازل وقرح في قارح وهو الفرس الذي طلع نابه، والمعنى: سرى في بئر الهلاك والضلال وما علم، واستشهد بأن لا زائدة مثلها في - لئلا يعلم أهل الكتاب - (أماوي ما يغنى الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر) هو لحاتم في سورة القيامة عند قوله تعالى (كلا إذا بلغت التراقي) أي النفس وإن لم يجر لها ذكر لأن الكلام الذي وقعت فيه يدل عليها كما قال حاتم: أماوي الخ. وتقول العرب: أرسلت: يريدون جاء المطر، ولا تكاد تسمعهم يذكرون السماء. وماوي: اسم المرأة، وهي في اللغة المرآة شبهت بالماء لصفائها، والنسبة إلى الماء مأوى ومائي كما يقال في النسبة إلى الكساء كسائي وكساوي. والحشرجة: تردد صوت النفس. والثراء: الغنى والثروة والضمير في حشرجت للنفس وإن لم يجر لها ذكر كالضمير في قوله تعالى (كلا إذا بلغت التراقي) وروى عن عائشة رضي الله عنها أنه لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قالت: * لعمرك ما يغنى الثراء عن الفتى * البيت، فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: لا تقولي هذا يا بنية، وقولي (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد).
(وليلة ظلامها قد اعتكر * قطعتها والزمهرير ما زهر) في سورة الإنسان عند قوله تعالى (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) والمعنى: أن الجنة ضياء فلا يحتاج فيها إلى شمس ولا قمر. اعتكر الليل: إذا تراكم ظلامه، واعتكرت الريح: إذا جاءت بالغبار. والزمهرير: القمر في لغة طئ. يقول: رب ليلة شديدة الظلمة قطعتها بالسرى والحال أن القمر ما طلع وما أضاء، قال الله تعالى (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) قيل هو القمر.
(كأن القرنفل والزنجبيل * باتا بفيها وأريا مشورا) هو للأعشى. في سورة الإنسان عن قوله تعالى (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) سميت العين زنجبيلا لطعم الزنجبيل فيها والعرب تستلذه وتستطيبه كما قال الأعشى: كأن القرنفل الخ. والأرى: العسل، والمشور من شرت العسل شورا، والشور: موضع النحل الذي يعسل فيه.
(وكأن طعم الزنجبيل به * إذ ذقته وسلافة الخمر) قاله المسيب بن علس. في سورة الإنسان عند قوله تعالى (عينا فيها تسمى سلسبيلا) قال الزمخشري: وسميت بذلك لأنه لا يشرب منها إلا من سأل إليها سبيلا بالعمل الصالح، وهو مع استقامته في العربية تكلف وابتداع انتهى. يصف الشاعر طيب رضاب محبوبته، وسلافة الخمر أول ما يخرج من عصرها.
(جنة لف وعيش مغدق * وندامى كلهم بيض زهر) للحسن بن علي الطوسي. في سورة عم عند قوله تعالى (وجنات ألفافا) أي ملتفة ولا واحد له كالأوزاع والأخياف، وقيل الواحد لف كما قال: جنة لف الخ. ويقال: حديقة لف ولفة. يصف الشاعر طيب الزمان والمكان وكرم الإخوان. والغدق: الماء الكثير. والندامى جمع الندمان، يقال نادمني فلان على الشراب فهو
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»
الفهرست