فإذا وجدت له وساوس سلوة * شفع الضمير لها إلي فسلها أي سل وساوس السلوة من قلبي.
(وثم ودعنا آل عمرو وعامر * فرائس أطراء المثقفة السمر) في سورة والضحى عند قوله تعالى (ما ودعك ربك) حيث قرئ بالتخفيف: يعني ما تركك. قال صاحب الصحاح: ولا يقال منه ودعه كما لا يقال من المعسور والميسور عسره ويسره. وقولهم دع ذا: أي اتركه أصله ودع يدع، وقد أميت ماضيه. ولا يقال ودع وإنما يقال ترك ولا وادع ولكن تارك، وربما جاء في ضرورة الشعر ودعه فهو مودوع على أصله قال:
ليت شعري يا خليلي ما الذي * غاله في الحب حتى ودعه وقال خفاف بن ندبة:
إذا ما استحمت أرضه من سمائه * جرى وهو مودوع وواعد مصدق أي متروك لا يضرب ولا يزجر. والوديعة: واحدة الودائع انتهى. قال في المصباح المنير: قال بعض المتقدمين: وزعمت النحاة أن العرب أماتت ماضي يدع ومصدره واسم الفاعل منه. وقد قرأ مجاهد وعروة ومقاتل وابن أبي عبلة ويزيد النحوي ما ودعك ربك بالتخفيف، وفي الحديث " لينتهين قوم من ودعهم الجماعات " أي عن تركهم، فقد رويت هذه الكلمة عن أفصح العرب ونقلت من طريق القراء، فكيف تكون إماتة وقد جاء الماضي في بعض الأشعار وما هذه سبيله، فيجوز القول بقلة الاستعمال ولا يجوز القول بالإماتة انتهى. والفرائس جمع فريسة: وهي صيد الأسد. والمثقفة: الرماح. والسمر جمع أسمر: وهي لون بين البياض والأدمة: يعني في ذلك العام تركنا ألين فرائس الرماح: أي مجروحين مغلوبين.
(إني رأيت الضمد شيئا نكرا * لن يخلص العام خليل عشرا * ذات الضماد أو يزور القبرا *) في سورة التكاثر عند قوله تعالى (حتى زرتم المقابر) قيل أراد ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وصرتم منفقين أعماركم في طلب الدنيا والاستباق إليها والتهالك عليها إلى أن أتاكم الموت لا هم لكم غيرها عما هو أولى بكم من السعي لعاقبتكم والعمل لآخرتكم. وزيارة القبر عبارة عن الموت. قال الأخطل: لن يخلص العام الخ.
الضمد: أن يكون للمرأة حليل. والنكر: المنكر. وحليل: أي زوج. وعشرا: أي عشر ليال، وعشرا بكسر العين: أي معاشرة. والمعنى: لن يخلص خليل ذاق طعم الضماد عشر ليال إلى أن يموت ويزور القبر: أي إلى الممات لصعوبة ذلك على النفوس الأبية لا سيما على رواية حليل بالمهملة عن الأزهري: أي لا يدوم رجل على امرأة ولا امرأة على زوجها إلا قدر عشر ليال للغدر في الناس في هذا العام، لأنه رأى الناس كذلك في تلك العام فوصف ما رأى.
(وأنت كثير يا ابن مروان طيب * وكان أبوك ابن العقائل كوثرا) هو للكميت. في سورة الكوثر، وهو فوعل من الكثرة. قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟
قالت: آب بكوثر. وقال الكميت: وأنت كثير الخ، والكوثر من الرجال: السيد الكثير الخير.