(إلى الأخ الفاضل الأستاذ زهير شاويش الموقر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فاني أحمد إليك الله الذي لا اله إلا هو واسأله لنا ولكم حياة طيبة:
ثم إنه - أيها الأخ المفضل - ولطالما دار في خلدي أن أكتب إليك كلمة ولو موجزة، أعرف لك فيها بما لك علي من أياد بيضاء، مكنتني بها من التفرغ للعلم خاصة، بعد أن كنت أصرف وقتا كبيرا إن لم أقل الوقت الأكبر وراء السعي لكسب الرزق فها أنا أذكرك دائما وأتحدث بهذا الفضل مع بعض أهلي، وأشكرك أمامهم بذلك ومن باب قوله عليه الصلاة والسلام: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " وقوله في حديث آخر: " ومن ذكره فقد شكره " وكنت أود ان أذيع هذا بين الناس كلهم ليعرفوا فضلك، وليعلموا حقيقة هذا التفرغ من أين أصله، ومن صاحبه، قياما مني بواجب الشكر المشار إليه، لا ارضاء لهوى قد يكون في نفسك لا سمح الله فإني - يشهد الله، ولا أزكي على الله أحدا - ما علمتك الا مخلصا في عملك هذا وغيره.
وهذا الواقع هو الذي يجعلني راضيا لاقبل منك هذا الفضل، والا فلو انه كان من غيرك ممن لا اعلم ولا أثق باخلاصه، وحسن طويته، وبعده عن المن، لما قبلته منه إن شاء الله تعالى ولعلك تذكر تلك الجلسة في دارك العامرة التي صرحت لي فيها بان راتبي يستمر تقديمه منك إلي ولو لم يكن ثمة عمل لك تكلفني به فلقد كدت أبكي فرحا لا بأنني حصلت على مثل هذا الراتب - فالرزق بيد الله يسخره على