بعض الألفاظ الواردة التي لا يجوز عدها من صفات الباري سبحانه كلفظة الضحك وهي ثاني الأمثلة التي أوردناها في مقدمة هذه المقدمة فقد ثبت أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى أول الضحك الوارد في الحديث بالرحمة، كما ذكره الإمام الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات (صحيفة 298 بتحقيق الإمام الكوثري) حيث قال: وأما الضحك المذكور في الخبر فقد روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال: معنى الضحك فيه الرحمة. اه وأما الإمام أحمد رحمه الله تعالى أحد شيوخ الحديث والسنة في عصور السلف فقد ثبت عنه التأويل أيضا، روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب أحمد (مخطوط) ومنه نقله الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية (10 / 327) قال: روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى: (وجاء ربك) أنه جاء ثوابه.
ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه. اه وكذا نقله الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتابه المسمى (بالباز الأشهب على مخالفي المذهب) أو المسمى أيضا (بدفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) فتأمل.
أقول: ولو صدر هذا التأويل من غير الإمام أحمد كأحد الأشاعرة لذمه المشبهة وقالوا عطل صفة المجئ الثابتة في القرآن ولرموه بالتجهم والتعطيل.
وأول سيدنا بن عباس الصحابي رضي الله عنه لفظة (الساق) الواردة في قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق) بالشدة، كما في فتح الباري (13 / 428) ومسند أحمد (3 / 17) لأن العرب تقول: كشفت الحرب عن ساقها إذا اشتدت، لكون الحرب أ مرا معنويا ليست جسما له ساق وقدم ونحو ذلك. وأول سيدنا ابن عباص الأيدي في قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) بالقوة كما ثبت ذلك عنه في تفسير الحافظ ابن جرير والأيد في اللغة جمع