فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢١
فزيادة في صورة شاب أمرد، تجسيم صريح، لا يعتقده مسلم، وإنما يليق بعقيدة اليهود لعنهم الله.
ثانيا: لو فرضنا صحة نسبة الأصابع لله تعالى، فهي كما قال ابن بطال في شرح البخاري: لا يحمل ذكر الإصبع على الجارحة، بل يحمل على أنه صفة من صفات الذات، لا تكيف ولا تحدد، وهذا ينسب للأشعري (21) اه‍.
ولا يجوز أن نثبت فيها خنصرا وإبهاما وبنانا، فإن هذا تكييف وتشبيه صريح، لا يليق بالله سبحانه، وهذا الحديث لا يكفي في إثبات ذلك، روى البيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة عن النبي (ص) قال: (ان الله لما قضى خلقه استلقى ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى، ثم قال: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا) (22)، وقال: هذا حديث منكر لم أكتبه إلا من هذا

(٢١) قلت: وهذا الوجه الذي ذكره ابن بطال ضعيف بل باطل مردود عندنا، ولو ثبت أن الأشعري يقول به لم نقل به.
(٢٢) هذا حديث موضوع بهذا السياق والنبي (ص) لم يعلم أمته ذلك إنما قص على الصحابة ما قص عليه يهودي مجسم يقول باستلقاء الله على العرش للاستراحة، وقد رد الله ذلك في كتابه إذ قال: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون). والحديث نسبه المجسمة إلى النبي (ص) على أنه من كلامه وتعاليمه وحاشاه من ذلك حاشاه، والحديث رواه عبد الله بن أحمد كتاب السنة وقد حذفه الطابعون من الكتاب لاستشناعه واستفظاعه ورواه الخلال في كتاب السنة والطبراني في المعجم الكبير (١٩ / ١٣) وهو في مجمع الزوائد (٨ / ١٠٠) ومن تدليس الألباني أنه ذكر الحديث في مختصر العلو ص (٩٨) الطبعة الأولى حديث رقم (٣٨) بلفظ: (لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه) فقال رواته ثقات، رواه أبو بكر الخلال في كتاب السنة له اه‍. ثم قال في الحاشية: وذكر ابن القيم في الجيوش الإسلامية ص (34) أن إسناده صحيح على شرط البخاري اه‍. قلت: لو كان الألباني يعي ما يقول لما قلد الذهبي وابن القيم هنا ولبين حال الحديث وأصله وأنه موضوع مكذوب ولكنه لما كان موافقا لمشربه العكر زاد في الستر عليه والتعمية مع أنه يرد على الذهبي ولا يقبل قوله متى خالف هواه ومثال ذلك قوله في صحيحته (1 / 287 حديث 175) فقول الذهبي فيه: لا يعرف، مما لا يعرج عليه بعد توثيق
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67