على أن حديث الرسول (ص) مع الجارية لم يكن إلا بالإشارة في لفظ اختاره (!) فلفظ عطاء الذي يدل على ما قلناه هو: (حدثني صاحب الجارية نفسه. الحديث): فمد النبي الذي يدل إليها مستفهما: من في السماء؟ قالت: الله، قال: فمن أنا، فقالت:
رسول الله، قال: أعتقها فإنها مسلمة. وهذا من الدليل على أن (أين الله) لم يكن من لفظ الرسول (ص) (!) وقد فعلت الرواية بالمعنى في الحديث ما تراه من الاضطراب ".
كذا قال - أي الكوثري - عامله الله بعدله، وأنت إذا تذكرت ما بيناه لك من صحة الحديث، وإذا علمت أن حديث عطاء عن صاحب الجارية نفسه لا يصح من قبل إسناده لأنه من رواية سعيد بن زيد، فهو وإن كان في نفسه صدوقا، فليس قوى الحفظ، ولذلك ضعفه جمع، بل كان يحيى بن سعيد يضعفه جدا، وقد أشار الحافظ في التقريب إلى هذا فقال: صدوق له أوهام، زد على هذا أن ما جاء في روايته من ذكر اليد والاستفهام هو مما تفرد به دون كل من روى هذا الحديث من الرواة الحفاظ وفن دونهم فتفرده بذلك يعده أهل العلم بالحديث منكرا بلا ريب (3) اه.