" الصحيحين "، ولفظه للبخاري.
روى هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى. وفي حديثه: " إنما أنتم جزء من ألف جزء " خرجه الإمام أحمد والحاكم وصححه.
وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث الحسن، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى أيضا، وفي حديثه قال النبي صلى الله عليه وسلم: " قاربوا وسددوا، فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، فيؤخذ العدد من الجاهلية، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكم ومثل الأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير ". وفي رواية قال: " اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده، إنكم لمع خليقتين، ما كانتا في شئ إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، ومن هلك من بني آدم وبني إبليس ".
وخرج ابن أبي حاتم، من حديث أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه، في حديثه: " ومن هلك من كفره الجن والإنس ".
فهذه الأحاديث وما في معناها، تدل على أن أكثر بني آدم من أهل النار، وتدل أيضا على أن أتباع الرسل قليل بالنسبة إلى غيرهم، وغير أتباع الرسول كلهم في النار، إلا من لم تبلغه الدعوة، أو لم يتمكن من فهمها، على ما جاء فيهم من الاختلاف، والمنتسبون إلى اتباع الرسول، كثير منهم من تمسك بدين منسوخ، وكتاب مبدل، وهم أيضا من أهل النار، كما قال تعالى:
(ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) [هود: 17].
وأما المنتسبون إلى الكتاب المحكم، والشريعة المؤيدة، والدين الحق، فكثير منهم من أهل النار أيضا، وهم المنافقون الذين هم في الدرك الأسفل من النار،