التخويف من النار - ابن رجب الحنبلي - الصفحة ٢٨٠
والعقبة قد فسرها ابن عباس بالنار، وفسرها ابن عمر بعقبة في النار كما تقدم، فأخبر سبحانه أن اقتحامها، وهو قطعها مجاوزتها، يحصل بالإحسان إلى الخلق، إما بعتق الرقبة، وإما بالإطعام في المجاعة، والمطعم إما يتيم من ذوي القربى أو مسكين قد لصق بالتراب فلم يبق له شيء، ولا بد مع هذا الإحسان أن يكون من أهل الإيمان، والآمر لغيره بالعدل والإحسان، وهو التواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة، وأخبر سبحانه أن هذه الأوصاف: أوصاف أصحاب الميمنة.
وأما أهل النار، فقد قسمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث خمسة أصناف:
الصنف الأول: الضعيف الذي لا زبر له، ويعنى بالزبر القوة والحرص على ما ينتفع به صاحبه في الآخرة من التقوى والعمل الصالح. وخرج العقيلي من حديث أبي هريرة مرفوعا " إن الله يبغض المؤمن الذي لا زبر له " قال بعض رواة الحديث:
يعني الشدة في الحق. ولما حدث مطرف بن عبد الله بحديث عياض بن حمار هذا وبلغ قوله: " الضعيف الذي لا زبر له " فقيل له: أو يكون هذا؟ قال: نعم، والله لقد أدركتهم في الجاهلية، وإن الرجل ليرعى على الحي ماله إلا وليدتهم يطؤها.
وقال ابن شوذب: يقال: إن عامة أهل النار كل ضعيف لا زبر له، الذين هم فيكم اليوم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا، خرجه عبد الله بن الإمام أحمد في " الزهد "، وهذا القسم شر أقسام الناس، ونفوسهم ساقطة، لأنهم ليس لهم همم في طلب الدنيا ولا الآخرة، وإنما همة أحدهم شهوة بطنه وفرجه كيف اتفق له، وهو تبع للناس خادم لهم أو طواف عليهم سائل لهم.
والصنف الثاني: الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، أي يعني لا يقدر على خيانة ولو كانت حقيرة يسيرة إلا بادر إليها واغتنمها، ويدخل في ذلك التطفيف في المكيال والميزان، وكذلك الخيانة في الأمانات القليلة كالودائع وأموال اليتامى وغير ذلك وهو خصلة من خصال النفاق وربما يدخل الخيانة من خان الله
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 ترجمة المؤلف 11
3 مقدمة المؤلف 15
4 الباب الأول في ذكر الانذار بالنار والتحذير منها 21
5 الباب الثاني في ذكر الخوف من النار وأحوال الخائفين 26
6 فصل الخوف من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد 29
7 فصل في القدر الواجب من الخوف 34
8 فصل من السلف من إذ رأى النار اضطرب وتغير حاله 42
9 فصل من الخائفين من منعه خوف جهنم من النوم 44
10 فصل من منعه خوف النار من الضحك 47
11 فصل من حدث له من خوفه من النار مرض 48
12 فصل أحوال بعض الخائفين 51
13 الباب الثالث في ذكر تخويف أصناف الخلق بالنار وخوفهم منها 55
14 فصل نار الدنيا تخاف من نار جهنم 61
15 الباب الرابع في أن البكاء من خشية النار ينجي منها، وأن التعوذ بالله من النار يوجب الإعاذة منها 62
16 فصل في التعوذ من النار 65
17 الباب الخامس في ذكر مكان جهنم 67
18 فصل البحار تسجر يوم القيامة نارا 69
19 الباب السادس في ذكر طبقاتها ودركاتها وصفتها 74
20 الباب السابع في ذكر قعر جهنم وعمقها 78
21 فصل سعة جهنم طولا وعرضا 82
22 الباب الثامن في ذكر أبوابها وسرادقها 85
23 فصل أبواب جهنم تغلق على أهلها يوم القيامة 86
24 فصل إحاطة سرادق جهنم بالكافرين 91
25 فصل أبواب جهنم مغلقة قبل دخول أهلها 93
26 الباب التاسع في ذكر ظلمة النار وشدة سوادها 95
27 الباب العاشر في شدة حرها وزمهريرها 98
28 فصل في زمهرير جهنم بيت يتميز فيه الكافر من برده 100
29 الباب الحادي عشر في ذكر سجر جهنم وتسعيرها 102
30 فصل تسجر جهنم كل يوم نصف النهار 103
31 فصل تسجر جهنم كل يوم نصف النهار 104
32 فصل تسجر جهنم بخطايا بني آدم 105
33 فصل تسجر جهنم بعد دخول أهلها 106
34 الباب الثاني عشر في ذكر دخانها وشررها ولهبها 114
35 الباب الرابع عشر في ذكر أوديتها وجبالها وعيونها وأنهارها 117
36 فصل في تفسير قوله تعالى: (سأرهقه صعودا) 118
37 فصل في أودية جهنم 119
38 فصل في جهنم وادي: جب الحزن 122
39 الباب الخامس عشر في ذكر سلاسلها وأغلالها وأنكالها 127
40 فصل في تفسير قوله تعالى: (ولهم مقامع من حديد) 132
41 الباب السادس عشر في ذكر حجارتها 134
42 الباب السابع عشر في ذكر حياتها وعقاربها 141
43 الباب الثامن عشر في ذكر طعام أهل النار وشرابهم فيها 145
44 فصل في تفسير قوله تعالى: (وطعاما ذا غصة) 149
45 فصل في شراب أهل النار 151
46 فصل في تنغص السلف على طعامهم عند ذكر حطام أهل النار 157
47 الباب التاسع عشر في ذكر كسوة أهل النار ولباسهم فيها 163
48 فصل في أن سرابيل أهل النار من قطران 164
49 فصل في تفسير قوله تعالى: (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) 165
50 الباب العشرون في ذكر عظم خلق أهل النار فيها وقبح صورهم وهيئاتهم 169
51 فصل في تفسير قوله تعالى: (وهم فيها كالحون) 172
52 فصل في تفسير قوله تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) 174
53 فصل في تسويد وجوه أهل النار ومد جسومهم 176
54 فصل ذو الوجهين في الدنيا له وجهان من نار 177
55 فصل فيمن تمسخ صورهم إلى صورة قبيحة 178
56 فصل في نتن ريح أهل النار 178
57 الباب الحادي والعشرون في ذكر أنوار عذاب أهل النار فيها وتفاوتهم في العذاب بحسب أعمالهم 181
58 فصل ومن عذاب أهل النار: الصهر 187
59 فصل في تفسير قوله تعالى: (التي تطلع على الأفئدة) 189
60 فصل ومن عذاب أهل النار: سحبهم على وجوههم 190
61 فصل ومن أهل النار من يعذب بالصعود إلى أعلى النار ثم يهوي فيها 192
62 فصل ومن أهل النار من يدور في النار ويجر أمعاءه معه 193
63 فصل ومن أهل النار من يلقى في مكان ضيق لا يتمكن فيه من الحركة 194
64 فصل في جهنم سبعون داء 195
65 فصل ومن أهل النار من يتأذى أهل النار بعذابه من نتن ريحه 196
66 فصل في تفسير قوله تعالى: (ويأتيه الموت من كل مكان) 197
67 فصل وعذاب الكفار في النار متواصل أبدا 198
68 فصل من أعظم عذاب أهل النار حجابهم عن الله عز وجل 200
69 فصل فيما يتحف به أهل النار عند دخولهم إليها 202
70 الباب الثاني والعشرون في ذكر بكاء أهل النار وزفيرهم وشهيقهم وصراخهم ودعائهم الذي لا يستجاب لهم 205
71 فصل في طلب أهل النار الخروج منها 208
72 فصل النار لا يزالون في رجاء حتى يذبح الموت 213
73 فصل عصاة الموحدين ينفعهم الدعاء في النار 216
74 الباب الثالث والعشرون في ذكر نداء أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار وكلامهم بعضهم بعضا 218
75 الباب الرابع والعشرون في ذكر خزنة جهنم وزبانيتها 222
76 فصل في تفسير قوله تعالى: (فليدع ملائكة غلاظ شداد) 226
77 فصل في تفسير قوله تعالى: (ونادوا يا مالك) 227
78 فصل في تفسير قوله تعالى: (فليدع ناديه سندع الزبانية) 227
79 الباب الخامس والعشرون في ذكر مجيء النار يوم القيامة وخروج عنق منها يتكلم 229
80 الباب السادس والعشرون في ضرب الصراط على متن جهنم ومرور الموحدين عليه 233
81 الباب السابع والعشرون في ذكر ورود النار 249
82 فصل إذا وقف العبد بين يدي الله تستقبله النار 258
83 الباب الثامن والعشرون في ذكر حال الموحدين في النار وخروجهم منها برحمة أرحم الراحمين 259
84 فصل إن لأطالبنه بذنوبي لأطالبنه بعفوه 264
85 الباب التاسع والعشرون في ذكر أكثر أهل النار 267
86 الباب الثلاثون في ذكر صفات أهل النار وأصنافهم وأقسامهم 273
87 فصل في ذكر أول من يدخل النار من عصاة الموحدين 282