النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال فيه: " إن أهل الجنة يطلعون، خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، وإن أهل النار يطلعون، مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذين هم فيه ". وفي رواية الترمذي: " مستبشرين يرجون الشفاعة ".
وخرجاه في " الصحيحين " من حديث ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعناه، وفي حديثه " فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم ". وخرجه الترمذي، من حديث أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مختصرا، وفيه: " فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار ".
وخرج ابن أبي حاتم بإسناده، عن ابن مسعود، من قوله نحو هذا المعنى، غير مرفوع، وزاد: " أنه ينادى أهل الجنة وأهل النار: هو الخلود أبد الأبدين ".
قال: فيفرح أهل الجنة فرحة، لو كان أحد ميتا من فرحه لماتوا، ويشهق أهل النار شهقة، لو كان أحد ميتا من شهقة لماتوا، فذلك قوله:
(وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) [غافر: 18] وقوله تعالى: (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر) [مريم: 39].
وروى ابن أبي الدنيا، بإسناده، عن هشام بن حسان، قال: مر عمر بن الخطاب بكثيب من رمل فبكى، فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال:
ذكرت أهل النار، فلو كانوا مخلدين في النار بعدد هذا الرمل، كان لهم أمد يمدون إليه أعناقهم، ولكنه الخلود أبدا. وقد روي عن ابن مسعود هذا المعنى أيضا، مرفوعا وموقوفا، وسنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.