والله لبكائهم، لا أدري ما أبكاهم، فلما كان بعد، سألت عبد العزيز فقلت: يا أبا محمد ما الذي أبكاك ليلتئذ؟ قال: إني والله نظرت إلى أمواج البحر، تموج وتجيل، فذكرت أطباق النيران وزفراتها، فذلك الذي أبكاني، ثم سألت كلابا أيضا نحوا مما سألت عبد العزيز، فوالله لكأنما سمع قصته، فقال لي مثل ذلك، ثم سألت سلمان الأعرج نحوا مما سألتهما، فقال لي: ما كان في القوم شر مني، ما كان بكائي إلا لبكائهم، رحمة لهم مما كانوا يصنعون بأنفسهم، رحمهم الله تعالى.
(١١٣)