وروى ابن أبي الدنيا، وغيره، عن الضحاك، قال: ينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه، مجنبته اليسرى جهنم، فيسمعون شهيقها وزفيرها فيندون.
وعن وهب بن منبه، قال: إذا سيرت الجبال، فسمعت حسيس النار وتغيظها وزفيرها وشهيقها، صرخت الجبال كما تصرخ النساء، ثم يرجع أوائلها على أواخرها، يدق بعضها بعضا. خرجه الإمام أحمد.
وفي " تفسير آدم بن أبي إياس " عن محمد بن الفضل، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، قال: تزفر جهنم زفرة، لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، إلا جثا على ركبتيه حول جهنم، فتطيش عقولهم، فيقول الله عز وجل: ماذا أجبتم المرسلين؟ قالوا: لا علم لنا، ثم ترد عليهم عقولهم، فينطقون بحجتهم، وينطقون بعذرهم. محمد بن الفضل، هو ابن عطية، متروك.
قال آدم: وحدثنا أبو صفوان، عن عاصم بن سليمان الكوزي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس (إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا) المكان البعيد: مسيرة مائة عام، وذلك، أنه إذا أتي بجهنم، تقاد بسبعين ألف زمام، يشد بكل زمام سبعون ألف ملك، ولو تركت لأتت على كل بر وفاجر، ثم تزفر زفرة، لا يبقى قطرة من دمع إلا بدرت، ثم تزفر الثانية، فتنقطع القلوب من أماكنها، تبلغ اللهوات والحناجر، وهو قوله:
(وبلغت القلوب الحناجر). [الأحزاب: 10].
وعاصم الكوزي ضعيف جدا.
وقال الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر: إن جهنم لتزفر زفرة،