تغلي بهم كما يغلي القدر، وقال ابن عباس: تميز: تفرق، وعنه قال: يكاد يفارق بعضها بعضا وتتفطر، وعن الضحاك تميز: تفطر، وقال ابن زيد: التميز:
التفرق من شدة الغيظ على أهل معاصي الله عز وجل، غضبا له عز وجل، وانتقاما له.
وخرج ابن أبي حاتم، من حديث خالد بن دريك، عن رجل من الصحابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من تقول علي ما لم أقل، فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا " قيل: يا رسول الله وهل لها عينان، قال: " نعم، أو لم تسمع قول الله عز وجل:
(إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا). [الفرقان: 12].
وروى أبو يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: إن العبد ليجر إلى النار، فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشفير، ثم تزفر زفرة، لا يبقى أحد إلا خاف. خرجه ابن أبي حاتم.
وقال كعب: ما خلق الله من شيء، إلا وهو يسمع زفير جهنم، غدوة وعشية، إلا الثقلين، اللذين عليهما الحساب والعذاب. خرجه الجوزجاني.
وفي " كتاب الزهد " لهناد بن السري، عن مغيث بن سمي، قال: إن لجهنم كل يوم زفرتين، يسمعهما كل شيء إلا الثقلين اللذين عليهما الحساب والعذاب.
وعن الضحاك، قال: إن لجهنم زفرة يوم القيامة، لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، إلا خر ساجدا، يقول: رب نفسي نفسي.
وعن عبيد بن عمير، قال: تزفر جهنم زفرة، لا يبقى ملك، ولا نبي، إلا وقع لركبتيه، ترعد فرائصه، يقول: رب نفسي نفسي.