شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٥٥
منك على المعصية بما تركته له من المال، وكلا الامرين مذموم، وإنما قال له: (فارج لمن مضى رحمه الله، ولمن بقي رزق الله)، لأنه قال في أول الكلام: (قد كان لهذا المال أهل قبلك، وهو صائر إلى أهل بعدك).
والكلام في ذم الادخار والجمع كثير، وللشعراء فيه مذاهب واسعة ومعان حسنة وقال بعضهم:
يا جامعا مانعا والدهر يرمقه * مدبرا أي باب عنه يغلقه وناسيا كيف تأتيه منيته * أغاديا أم بها يسرى فتطرقه جمعت مالا فقل لي هل جمعت له * يا جامع المال أياما تفرقه المال عندك مخزون لوارثه * ما المال مالك إلا يوم تنفقه أرفه ببال فتى يغدو على ثقة * إن الذي قسم الأرزاق يرزقه فالعرض منه مصون لا يدنسه * والوجه منه جديد ليس يخلقه إن القناعة من يحلل بساحتها * لم يلق في ظلها هما يورقه.
(٥٥)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، القناعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست