شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٣٤٦
على داود النبي، فقال: من أنت؟ قال: من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشا، قال: فإذن أنت ملك الموت جئت، ولم أستعد بعد! فقال: فأين فلان جارك، أين فلان نسيبك؟ قال: ماتوا، قال: ألم يكن لك في هؤلاء عبرة لتستعد!
٩٧١ - ما أخسر صفقة الملوك إلا من عصم الله، باعوا الآخرة بنومة.
٩٧٢ - إن هذا الموت قد أفسد على الناس نعيم الدنيا، فما لكم لا تلتمسون نعيما لا موت بعده!
٩٧٣ - انظر العمل الذي يسرك أن يأتيك الموت وأنت عليه فافعله الان، فلست تأمن أن تموت الان.
٩٧٤ - لا تستبطئ القيامة فتسكن إلى طول المدة الآتية عليك بعد الموت، فإنك لا تفرق بعد عودك بين ألف سنة وبين ساعة واحدة، ثم قرأ: ﴿ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا إلا ساعة من النهار...﴾ (1) الآية.
975 - لا بد لك من رفيق في قبرك، فاجعله حسن الوجه طيب الريح، وهو العمل الصالح.
976 - رب مرتاح إلى بلد وهو لا يدرى إن حمامه في ذلك البلد.
977 - الموت قانص يصمي ولا يشوى.
978 - ما من يوم إلا يتصفح ملك الموت فيه وجوه الخلائق، فمن رآه على معصية أو لهو، أو رآه ضاحكا فرحا، قال له يا مسكين: ما أغفلك عما يراد بك!
إعمل ما شئت، فإن لي فيك غمره أقطع بها وتينك (2).

(١) سورة يونس ٤٥.
(2) الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 » »»
الفهرست