شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٣٣
قال أبو الفرج: وكان أول شئ أحدثه الحسن عليه السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة، وقد كان علي عليه السلام فعل ذلك يوم الجمل، وفعله الحسن حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء من بعده في ذلك (١).
قال وكتب الحسن عليه السلام إلى معاوية مع حرب بن عبد الله الأزدي (٢).
من الحسن (٣) بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإن الله جل جلاله بعث محمدا رحمة للعالمين، ومنة للمؤمنين، وكافة للناس أجمعين، ﴿لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين﴾ (٤)، فبلغ رسالات الله، وقام بأمر الله حتى توفاه الله غير مقصر ولا وان، وبعد أن أظهر الله به الحق، ومحق به الشرك، وخص به قريشا خاصة فقال له: ﴿وانه لذكر لك ولقومك﴾ (5). فلما توفى تنازعت سلطانه العرب، فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأولياؤه، ولا يحل لكم أن تنازعونا سلطان محمد وحقه، فرأت العرب أن القول ما قالت قريش، وأن الحجة في ذلك لهم على من نازعهم أمر محمد، فأنعمت (6) لهم، وسلمت إليهم.
ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاججت به العرب، فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها، إنهم أخذوا هذا الامر دون العرب بالانتصاف والاحتجاج، فلما صرنا أهل بيت محمد وأولياءه إلى محاجتهم، وطلب النصف (7) منهم باعدونا واستولوا بالاجماع على ظلمنا ومراغمتنا (8) والعنت (9) منهم لنا، فالموعد الله، وهو الولي النصير.

(١) مقاتل الطالبيين ٥٥.
(٢) مقاتل الطالبيين: " مع جندب بن عبد الله الأزدي ".
(٣) مقاتل الطالبيين: " بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسن... ".
(٤) سورة يس ٧.
(٥) سورة الزخرف ٤٤.
(6) أنعمت لهم، أي قالت لهم: " نعم ".
(7) النصف: الانصاف.
(8) راغمهم: نابذهم وعاداهم.
(9) العنت: المشقة وفي د " والعبث ".
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268